يبدو أننا وصلنا إلى مرحلة متقدمة من سياسة تجفيف الساحة الرياضية من المواهب.. وأصبحنا ندور في دائرة مغلقة عدد اللاعبين فيها لا يتجاوز 420 لاعبا.. وهذا العدد هو حاصل ضرب عدد أندية الممتاز ب30 لاعبا المدرجة أسماؤهم في الكشوفات.. أما غير ذلك.. فإنه لا يحق لأي لاعب الدخول في هذه الدائرة.. فالنادي في الدرجة الممتازة ينسق لاعبا ليلتقطه ناد آخر في نفس الدرجة.. لاحظوا.. عملية التدوير الواضحة التي تحدث في أنديتنا وتحد بشكل خطير من بروز الكثير من والمواهب.. ولو أمعنا النظر مثلا في أندية الرياض.. نجدها جميعا تميل إلى تطبيق سياسة الاستقطاب.. ولم يعد لديها الجرأة في التعاقد مع لاعب قادم من ملاعب الحواري رغم قوتها في أحياء العاصمة.. وكم من موهبة غابت بسبب أن هذه الأندية لا تستطيع القيام بهذه الخطوة.. فالهلال والنصر ثم الشباب والرياض أخيرا تعتمد اعتمادا كليا على اللاعبين الجاهزين القادمين من الأندية الأخرى.. ولا تعير لاعب الحواري أي اهتمام.. وهذا فيه ظلم وإجحاف لمواهب المنطقة.. والمشكلة الحقيقية أن هذه الظاهرة طالت أندية الدرجة الأولى كذلك.. ليستمر تجفيف الدرجتين الممتازة والأولى من الوجوه الجدد.. تأملوا في صفقات الصيف لجميع الأندية المحلية.. محسن القرني ينتقل من الرائد إلى الفيصلي.. والجيزاني من الهلال للرائد، وفلاتة من الاتحاد للنصر.. وهكذا.. والموهبة الفذة وتكتفي بالفرجة.. وهو الأمر الذي يعني أننا لن نتطور.. وسننتظر طويلا لنستقبل موهبة قادمة من الفئات السنية.. طبعا في حالة حصولها على الفرصة.. ولعلكم لاحظتم أن أنديتنا تسير بشكل عجيب على هذه السياسة.. التي تطورت وتنامت بشكل سينسف كل أحلامنا لتصل للاعبين المحترفين الأجانب.. فاللاعب الأجنبي سيجري مخالصة مع الوحدة ليذهب ويوقع مع نجران.. وهكذا.. في عملية تدوير غزت رياضتنا في الخمس السنوات الأخيرة.. حتى أن معظم الأندية الرياضية قلما تجدها تعتمد على لاعبي فئاتها السنية.. لاحظوا العناصر الأساسية في جميع الأندية.. وستكتشفون الحقيقة المرة..!