أصبحت سياسة تدوير المدربين الاجانب بين أنديتنا أمرا مسلما به ، وهي تشكل مصدر قلق وازعاج للشارع الرياضي الذي يرى جانب منه بأن سياسة التدوير غير مفيدة ولا تضيف شيئا جديدا مما يستهلك منّا الكثير بغير فائدة ، ومع ذلك هناك من يرى بأن التدوير في حال تم العمل به بطريقة مقننة يمكن الاستفادة منه في بعض الحالات والشواهد تتحدث عن ذلك. لماذا الأجنبي ؟ • نتعاقد مع المدرب الاجنبي لأسباب عديدة أهمها وأبرزها : - الكفاءة والخبرة حيث يرى الكثير أن كفاءة المدرب الأجنبي عالية وكذا الخبرة الطويلة التي تساعده على حسن التعامل مع الفريق قبل وأثناء المباراة . •الرغبة وارتياح اللاعبين قد تكون من ضمن المبررات لاسيما حين تكون الإدارات في بعض الأندية تخشى الجماهير وانتقاداتهم وتخشى بعض اللاعبين أصحاب النفوذ في تلك الأندية . •خضوع بعض المدربين الأجانب لرغبات رؤساء الأندية لاسيما في وضع بعض الخطط وإشراك بعض اللاعبين المرغوب فيهم وإبعاد غير المرغوب فيهم حتى ولو كان على حساب الكفاءة عالية. أين الوطني ؟ هناك تساؤل آخر .. أين المدرب الوطني ؟ والإجابة تحتمل أكثرمن جانب منها ضعف كفاءة المدرب الوطني بحسب وجهة نظر المسؤولين في الأندية وكذلك عدم ارتياح اللاعبين له وعدم رغبة بعض الجماهير ، بالاضافة الى سهولة قبول المدرب الوطني العروض المقدمة وقت الطوارئ إذ أصبح مدرب «فزعات» وعدم رغبة بعض صناع القرار في تلك الأندية بالمدرب الوطني بالرغم من أن هناك مدربين وطنيين يحملون شهادات تدريبية تفوق بعضا من المدربين الأجانب الموجودين حاليا في فرق الدوري السعودي وبكل أسف لم نر المدرب الوطني في أندية الممتاز سوى الحميدي في الفيصلي في مباراة كأس الملك لظروف سفر المدرب قبل قرار الاتحاد السعودي . سياسة التدوير من خلال الواقع لحال كثير من المدربين الأجانب في ملاعبنا نجد أن سياسة التدوير أمر واضح وملموس فعلى سبيل المثال لا الحصر كالديرون مدرب الهلال الحالي تنقل في أكثر من نادٍ منها الاتحاد وديمتري درب الاتحاد ثم الأهلي وحاليا في الاتحاد وهيكتور في الشباب وقوميز الذي درب الوحدة ثم الرائد والآن في النصر والقائمة تطول في هذا الجانب والتي تؤكد أن هناك خللا في حدوث هذا الأمر في أنديتنا وربما يبرر ذلك بأن هؤلاء المدربين يعرفون الدوري السعودي أو المسابقات بشكل عام وكذا معرفة اللاعب السعودي كما أن هناك مدربين عاطلين وجاهزين لأي طلب والأمثلة كثيرة . مبالغ خيالية المتابع للجانب المالي للمدرب الأجنبي يلمس مدى ما يصرف عليه من مبالغ مالية في نظر الكثيرين تعد أرقام فلكية حيث يتقاضى مدرب الهلال ( كالديرون ) تسعمائة ألف دولار لمدة ستة أشهر وقبله جيرتس الذي كان يتقاضى حوالي خمسة عشر مليون ريال سعودي في الموسم الواحد وفوساتي مدرب الشباب قبل رحيله كان يتقاضى حوالي ستة ملايين ريال سنويا وكذلك جوزيه مدرب الاتحاد سابقا كان يتقاضى حوالى خمسة ملايين ريال سنويا وقريبا من هذا الرقم كان زينجا مدرب النصر سابقا والقائمة تطول من هؤلاء المدربين الذين رحلوا أو من بقي منهم في ملاعبنا . دخول وخروج أصبح دخول المدربين وخروجهم في أنديتنا ظاهرة مكررة في كل موسم وهذا ما أفقد رياضتنا الاستقرار الفني كما أن خروجهم قد أساء لسمعتنا لدى ألفيفا وما تأخر التعاقد مع مدرب للمنتخب إلا دليل على السمعة غير الجيدة لنا مع المدربين الأجانب وفي هذا الموسم وصل عدد المدربين الأجانب في فرق الممتاز إلى أربعة وثلاثين مدربا يأتي الأهلي والوحدة في المقدمة بأربعة مدربين وأقل الأندية الفتح والتعاون بمدرب واحد خلال الموسم الحالي ولاشك إن هذا الرقم لا يكاد يحصل في الدول النامية كرويا فكيف بدولة وصلت عدة مرات لكأس العالم على مستوى منتخبات وأندية . وطني في الوقت الضائع لم يسجل المدرب الوطني أي حضور في أندية الممتاز هذا العام سوى في مباراة واحدة في كأس الملك من خلال الحميدي العتيبي مدرب الفيصلي الذي شارك بقرار الاتحاد السعودي بديلا عن التعاون وبعد مغادرة مدرب الفيصلي الكرواتي زلانكو تصدى الحميدي للمهمة وخسر اللقاء من الهلال وهي خسارة متوقعة وإن كانت مباراة الإياب قد يحدث فيها مفاجأة وعموما نتمنى من الاتحاد السعودي منح المدرب الوطني الفرصة بقرار وحتى لو وجد كمساعد للمدرب الأجنبي .