قال مصدر قريب من الرئيس اليمني علي عبدالله صالح لرويترز إن صالح يتعافى وسيعود لليمن قريبا لنقل السلطة. وأضاف المصدر أن صحة صالح تحسنت بشكل كاف يسمح له بالعودة إلى اليمن قريبا. واستطرد قائلا إن أول شيء سيقوم به هو نقل كل السلطات إلى البرلمان وأن يصبح رئيسا صوريا، مضيفا أن ثاني أمر سيكون السماح بتشكيل حكومة ائتلافية ثم يجري انتخابات رئاسية مبكرة ويرحل في هدوء. وقال المصدر الذي كان مع صالح أثناء الهجوم «القنبلة انفجرت في مكان كان قريبا جدا من صالح ومن حسن حظه أنه نجا» واتهم مسؤولون يمنيون أخيرا اتحاد قبائل حاشد بقصف القصر وهو ما نفته حاشد. ورفض المصدر تحديد من الذي يعتقد أنه زرع القنبلة. وترك صالح وراءه دولة هزتها شهور من الاحتجاجات ضد حكمه المستمر منذ أكثر من 30 عاما. وانشق بعض قادة الجيش في الوقت الذي يواجه فيه اليمن تمردا في الشمال وحركة انفصالية في الجنوب ونشاطا لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب. ومضى المصدر يقول إن أقل من 40 % من جسم صالح أصيب بحروق في إشارة إلى المعلومات التي كانت متداولة على نطاق واسع بشأن تفاصيل إصابات صالح. كما أصيب نحو 39 يمنيا، بينهم رئيس الوزراء واثنان من نواب رئيس الوزراء ورئيسا مجلسي البرلمان ونقلوا للعلاج في مستشفيات مختلفة في السعودية. وتابع المصدر الذي أصيب أيضا في ساقيه وصدره أثناء الهجوم «بعد انفجار القنبلة أطلقت عدة صواريخ في اتجاه المسجد لكن أشخاصا من الخارج كانوا قد أخرجوا الرئيس بالفعل». وذكر المصدر أن صحة صالح تحسنت في المستشفى بشكل يسمح له بالعودة إلى اليمن قريبا. وأردف قائلا «صالح يريد مخاطبة الشعب اليمني عبر التليفزيون اليمني قريبا جدا». وقال المصدر إن صالح ظل على معرفة وثيقة بالأحداث في اليمن وهو على فراشه في المستشفى وكان يجري اتصالات هاتفية بشكل منتظم. وأضاف أنه لدى عودته فإنه يعتزم اقتراح حلين جديدين. ومضى يقول «الأول هو نقل كل السلطات إلى البرلمان وأن يصبح رئيسا صوريا» مضيفا «ثاني أمر سيكون السماح بتشكيل حكومة ائتلافية ثم يجري انتخابات رئاسية مبكرة ويرحل في هدوء». وظل صالح شخصية لا يمكن التكهن بنواياها وتراجع ثلاث مرات عن اتفاق نقل السلطة الذي رعته دول مجلس التعاون الخليجي في اللحظة الأخيرة. ويدعو اقتراح مجلس التعاون الخليجي إلى أن ينقل صالح السلطة إلى نائبه عبدربه منصور هادي الذي يقوم حاليا بأعمال الرئيس خطوة نحو تشكيل حكومة جديدة والاستعداد للانتخابات. وقال المصدر «المسألة المهمة هي أن صالح يريد تسليما سلميا للسلطة وهذا لن يحدث بين يوم وليلة وتشكيل حكومة ائتلافية يستغرق وقتا». من جهة أخرى ذكر أحمد الصوفي السكرتير الإعلامي للرئيس اليمني، أمس، أن الرئيس سيظهر أمام الإعلام خلال الساعات ال48 المقبلة. وقال في بيان إن الرئيس سيظهر خلال 48 ساعة رغم القلق من أن الحروق على وجهه وأجزاء أخرى في جسمه ستكون عائقا أمام ظهوره بالشكل الذي تتوقعه وسائل الإعلام. وكان صالح «69 عاما» اضطر لمغادرة اليمن للعلاج في مستشفى بالسعودية بعد هجوم على قصره في وقت سابق من الشهر الجاري. وبعد أيام من الهجوم أدلى صالح برسالة صوتية موجزة بثها التليفزيون. وأضاف الصوفي أن الرئيس في حالة صحية جيدة ولا يزال يدير الشؤون اليمنية. ومضى يقول إن الترتيبات تجري حاليا لظهوره الذي سيعقبه مناسبات إعلامية مهمة. وأشعلت شهور من الاحتجاجات ضد حكم صالح المستمر منذ 33 عاما اشتباكات بين أنصار الرئيس ومعارضيه؛ ما أدى إلى إصابة البلاد بالشلل وآثار مخاوف من استغلال المتشددين لهذه الاضطرابات لإيجاد موطئ قدم لهم في اليمن .