بث التلفزيون اليمني الرسمي أمس أن الرئيس علي عبد الله صالح الذي يتلقى العلاج في السعودية، إثر اصابته بتفجير مسجد دار الرئاسة، سيوجه خطاباً خلال 48 ساعة، ويظهر على شاشات التلفزيون للمرة الاولى منذ عملية مطلع الشهر. وافاد مصدر قريب الى علي صالح انه سيعود قريبا الى صنعاء ليشرف على انتقال سلمي للسلطة. وأعلن أحمد الصوفي السكرتير الإعلامي للرئيس اليمني، في بيان، أن علي صالح «في حالة صحية جيدة وما زال يدير شؤن البلاد من مشفاه في السعودية، وإن الترتيبات تجري حاليا لظهوره الذي ستعقبه مناسبات إعلامية مهمة». يأتي ذلك في وقت تتواصل فيه تظاهرات الاحتجاج على الحكم في أنحاء عدة من البلاد. وخرجت أمس تظاهرات في صنعاء وبعض المحافظات شارك فيها عشرات الآلاف، مطالبين بإسقاط النظام والتنحي الفوري للرئيس وتشكيل مجلس إنتقالي. وفي هذا السياق نقلت وكالة «رويترز» عن مصدر قريب الى الرئيس صالح تأكيده ان «القنبلة (التي اصيب بها) انفجرت في مكان كان قريباً جداً من صالح ومن حسن حظه أنه نجا». وقال المصدر إن أقل من 40 في المئة من جسم صالح أصيب بحروق. كما أصيب في الانفجار نحو 39 آخرين، بينهم رئيس الوزراء واثنان من نوابه ورئيسا مجلسي البرلمان، ونقل الجميع للعلاج في مستشفيات مختلفة في المملكة العربية السعودية. وروى المصدر الذي أصيب أيضا في ساقيه وصدره: «بعد انفجار القنبلة أطلقت صواريخ في اتجاه المسجد لكن أشخاصا من الخارج كانوا قد أخرجوا الرئيس بالفعل». واكد المصدر أن الحال الصحية لعلي صالح «تحسنت في المستشفى بشكل يسمح له بالعودة إلى اليمن قريبا»، لافتاُ الى أن الرئيس «يريد مخاطبة الشعب اليمني عبر التلفزيون اليمني قريبا جدا». وقال المصدر إن صالح ظل على معرفة وثيقة بالأحداث في اليمن وهو على فراشه في المستشفى وكان يجري اتصالات هاتفية بشكل منتظم. وأضاف أنه لدى عودته فانه يعتزم اقتراح حلين جديدين لإخراج اليمن من الأزمة الراهنة التي تدخل شهرها السادس «الأول هو نقل كل السلطات إلى البرلمان وأن يصبح رئيسا صوريا»، والثاني» السماح بتشكيل حكومة ائتلافية ثم يجري انتخابات رئاسية مبكرة ويرحل في هدوء». وقال المصدر «المسألة المهمة الآن هي أن صالح يريد تسليما سلميا للسلطة وهذا لن يحدث بين يوم وليلة، وتشكيل حكومة ائتلافية يستغرق وقتا». ولم يتطرق المصدر الى مستقبل المبادرة الخليجية. الى ذلك قتل ثلاثة جنود وأصيب آخرون في اشتباكات عنيفة تجددت أمس مع مسلحين ينتمون الى تنظيم «القاعدة» في محافظة أبين جنوب البلاد.