تبدأ ميشيل أوباما، زوجة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بعد غد، زيارة رسمية إلى دولة جنوب إفريقيا تلتقي خلالها بعدد من المسؤولين الرئيسيين الذين قادوا عملية التصدي للفصل العنصري. وستزور الأماكن الرمزية لهذه العملية في إطار جولتها هناك، برفقة عدد كبير من أفراد عائلتها.. ولكن بدون زوجها. وستتركز الزيارة أيضا على مواضيع «الشباب والتربية والصحة والرفاهية». وترفض سيدة أمريكا الأولى أن يقتصر دورها في البيت الأبيض على تبادل الكلام مع نخبة واشنطن. لديها شعورها الخاص بالأماكن التي ينبغي أن تنشر طاقاتها فيها بعد أن شيدت حياة مثمرة داخل «فقاعة». وينتظر أن يغير ذلك في حرارة انتخابات 2012. اعتادت المرأة الأكثر شهرة في العالم أن تتلاعب كثيرا بالصحفيين، الذين يسارعون الخطى حولها لمعرفة أسرارها، بالإصرار على أنها تعيش «حياة عادية».. وذلك حسب لويس رومانو المحرر في مجلة «نيوزويك» الأمريكية في تقرير بعنوان «متمردة في البيت الأبيض». ولكن الحياة العادية هذه تختبئ دائما تحت قبعة بيسبول التقطتها السيدة الأولى من رفوف البيع في إحدى أسواق التنزيلات بولاية فرجينيا خلال جولة مع الصديقات بعد أن اشترت لوازم كلبها باستخدام بطاقة الائتمان الخاصة بها، وتناولت العشاء في أحد مطاعم العاصمة واشنطن الشعبية غير المشهورة. ووضعت ميشيل بذلك خطوطا واضحة حول مسيرتها في دورها الجديد وبطريقة قلبت بها الصورة رأسا على عقب: البيت الأبيض لن يكون سجنا لها، وأنها لن تكون أسيرة لوسائل الإعلام، وأنها لن تكون مدفوعة بأي تأثيرات خارجية. وكان من المفترض أن تكون ميشيل سيدة أولى من نوع مختلف، فهي جامعية وتهتم بالموضة والأزياء. ولم يكن أحد يتصور في الأيام التي أعقبت الانتخابات ذلك الإعلان الذي ذكرت فيه أنها عندما تدخل البيت الأبيض، فإنها ستعمل يومين فقط أو ثلاثة في الأسبوع في اثنتين من القضايا المريحة مثل موضوع السمنة في مرحلة الطفولة ومساعدة عائلات العسكريين، والبقاء بعيدا عن وهج الأضواء السياسية وأنها ستحد من ظهورها حتى تتفرغ لأسرتها. وكانت النتيجة حيازة منخفضة لأضواء مقر الرئاسة يراها البعض أمرا غير مقبول. ولكن هل هذا صحيح؟. ما الشيء الذي افتقده هواة الثرثرة في ميشيل أوباما بعد أن حولت المهمة وأخضعتها لشروطها الخاصة، وأثارت بذلك خيبة أمل في صوالين تمضية الوقت وأندية زوجات قدامى السياسيين من خلال عدم الانغماس بها. ولكنها أمضت أيضا ساعات لا حصر لها في أجزاء أخرى من واشنطن لتوسيع نطاق اهتمام البيت الأبيض بالمجتمع الأسود، وتوجيه الشباب وتوفير الأمل والأحلام. وفي زيارتها الرسمية المرتقبة لجنوب إفريقيا، ستوسع التزامها بالطلاب والقادة الشباب والصحة والرفاهية. وباختصار، فقد شيدت ميشيل أوباما حياة مثمرة داخل «فقاعة» في الوقت الذي كانت تقاوم فيه عواطفها ومشاعرها الخاصة بها. ورغم سيطرتها على جدول أعمالها، إلا أنه لا يزال هناك الكثير من الالتزامات التقليدية التي لا يمكن تجنبها. وتدور حياتها الاجتماعية إلى حد كبير حول مجموعة متماسكة من الصديقات، مثل فري جوسلين التي درست معها في كلية الحقوق بجامعة هارفارد وتعمل الآن في البيت الأبيض؛ وأنجيلا آكري، زميلتها في برينستون، والطبيبة مالون شارون وهي زوجة النائب العام إريك هولدر. وستضع ميشيل في اعتبارها الدعاية السلبية التي رافقت عطلتها الفاخرة في إسبانيا، العام الماضي، عندما تصل جنوب إفريقيا مع التركيز على زيارة جزيرة روبن والسجن الذي ظل فيه نيلسون مانديلا في عزلة لما يقرب من ثلاثة عقود. إنها خطوة في الاتجاه الصحيح، ولكن لا تزال ميشيل خجولة من تبني الدور التقليدي لسيدة أمريكا الأولى الذي يحلو للبعض أن يراه