• كانت النكسة العربية عام 1967م حزنا عربيا امتد ليشمل الشوارع والوجوه والمدارس والبيوت.. صدمة لكل أولئك الذي يحلمون بالقائد البطل الذي سينقذهم من الاحتلال والطغاة والتعذيب.. النكسة في حقيقتها كانت موتا بطيئا للإنسان العربي وتغييبا للعقل العربي الذي كان يحلم بالوحدة العربية وإذا بها سوط عليه ليل نهار.. يقودها طغاة لا تقتات شعوبهم إلا الشعارات الجوفاء.. ذلك الذي كان يقدم الأحلام الوردية سقط في نهاية الأمر.. وذهب مليون إنسان ضحية الدفاع المزعوم، وذلك الذي تعد أرضه سلة غذاء العالم العربي جعل السلة تشكو الجوع والمرض ولكي يشغل شعبه عن معاناته راح يتهم الأبرياء بما ليس فيهم وبدلا من البناء والتنمية لبلاده أعادها سنوات إلى الخلف وراح شعبه يقتات ما يردده القادم للحكم على دبابة بأنه البطل الذي سيجعل الوطن أرضا زراعية تنعم بالرفاهية والأمن والطمأنينة. أليس ذلك موجعا عندما تسترجع الذاكرة عام النكسة لتجد أن من يدعون أنهم قادة هم أصلا من رافعي الشعارات الذين لا يزالون يعيثون في الأرض فسادا.. ما زال العرب يسجلون أكبر الأرقام في الهروب من أوطانهم لحماية أنفسهم من العذاب والموت.. وما زال الموهومون والمخدوعون والمكذوب عليهم يعيشون بطولات وهمية من صنع أولئك الذي لا هم لهم إلا خداع رجل الشارع العادي الذي أصبحت هوايتهم المفضلة حيث يتلذذون بها رغم رؤيتهم لحالة الموت البطيء اليومية التي يعانيها هذا الإنسان المسكين.. المؤسف أنهم وجدوا أبواق الدعاية تسايرهم لتفتك بالعقول وتغيب الوعي.. على سبيل المثال فإن «منظرا» عربيا يملك القدرة على التأثير في عقول أتباعه لدرجة تجعلهم يصدقون ما يقول حتى لو أمرهم برمي أنفسهم في النار وأنها الطريق إلى حياة أفضل! يقظة: • لدينا مشكلة مركبة في الإدارة الحكومية بالذات، فاختيار المسؤولين لا يتم بحسب الكفاءة والخبرة، وإنما بحسب العلاقات الشخصية وبحسب الشهادة. ونحن نعرف أن الشهادة مهما علت لا تعني أن صاحبها أصبح إداريا ناجحا أو أن لديه عقلا مفكرا، أو أنه أصبح شخصا قادرا على إيجاد الحلول. ونتيجة لذلك تجد أن النتائج على أرض الواقع ضعيفة ومرتبكة، في حين لا يجد المسؤول سوى المبررات، أو إطلاق الوعود. د. أحمد العيسى