كشف رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، عن توفر مليوني و300 ألف فرصة عمل للشباب السعودي بحلول عام 2020، وذلك ضمن الاستراتيجية الجديدة للهيئة التي رفعت للدولة. وأشار عقب تدشينه في قاعة نيارة بالرياض أمس، فعاليات صيف السعودية 2011، إلى وجود أكثر من 980 ألف فرصة عمل في القطاع السياحي مشغولة، منها 26 % للمواطنين «هذا الرقم أعلى من الذي أعلن في الاستراتيجية الأولى عام 2005». وأكد الأمير سلطان بن سلمان وجود شراكة جديدة مع وزارة العمل التي أبدت اهتماما كبيرا بالسياحة «وزير العمل قال لي إنهم يرون السياحة كأحد القطاعات الثلاثة الرئيسة التي ستستثمر فيها الوزارة إنتاج فرص العمل»، مبينا أن التوقعات تشير إلى ارتفاع حجم عدد الرحلات السياحية المحلية خلال هذا الصيف، حيث أشارت دراسات مركز المعلومات والأبحاث السياحية «ماس» التابع للهيئة إلى ارتفاع سيصل إلى 8.8 مليون رحلة سياحية، مقابل ما مجموعه 6.9 مليون رحلة سياحية متحققة لنفس الفترة من عام 2010، بنسبة نمو مقدارها 27.5 % إضافة إلى ارتفاع مصروفات الحركة المحلية المتوقعة لصيف عام 2011 إلى 10.4 مليار ريال مقابل دخل متحقق بلغ 8.0 مليار ريال العام الماضي 2010، بمعدل زيادة 31 %. وانتقد الاستراحات التي تقع على الطرق السريعة وتدني خدماتها مما جعل تجربة السفر عليها غير جاذبة، مؤكدا وجود تحديات تواجه الهيئة وشركائها في تطوير الوجهات السياحية، ووسائل النقل، مضيفا أن حكومة خادم الحرمين الشريفين اتخذت قرارات قوية للنظر في هذا الموضوع وتنظيمه بشكل جذري. وأوضح أن عدد الفعاليات بلغ اليوم 45 مهرجانا و127 فعالية، منوها بثراء المقومات السياحية بمناطق المملكة، وكثافة المواقع الحضارية والأثرية والشواطئ والثقافات واللهجات «المملكة كنز هائل، ونحن مقصرون في إظهاره كجوهرة ثمينة». وأكد الأمير سلطان بن سلمان أن عدد الفنادق تضاعفت في مختلف المناطق، مشيرا إلى أن الهيئة تعمل على تطوير برنامج الإقراض الفندقي، وأصدرت بعض القرارات بشأن سياسة التسعير، وتسعى إلى جانب صندوق تنمية الموارد البشرية في توظيف عشرة آلاف مواطن للعمل في إدارة الشقق المفروشة. وكشف أن الهيئة تعمل حاليا على تصنيف الشقق المفروشة، مضيفا أن الهيئة أصدرت هذه السنة قرارين مهمين، الأول تنظيم الأسعار، وهذا بسبب أن نظام الفنادق القديم لا يزال قائما، فاضطرت الهيئة إلى أن يكون هناك تصنيف في الأسعار، والثاني نظام السياحة الجديد الذي سيرفع إلى مجلس الشورى لمناقشته، مضيفا أن النظام الجديد يتيح للهيئة التصرف ولو دون تسعير. وقال الأمير سلطان بن سلمان إن سياسة التسعيرة الجديدة تنطبق فقط على الغرفة التي تسمى «استاندروم»، مبينا أن الهيئة تعمل مع صندوق تنمية الموارد البشرية لتنفيذ برنامج لإدخال عشرة آلاف مواطن للعمل في إدارة الشقق المفروشة. وأكد أن السياحة الوطنية لا تراهن أبدا على الأحداث والتغيرات التي تحدث في البلدان العربية. وحول أسعار الشقق السكنية، أوضح الأمير سلطان بن سلمان أن الأسعار فيها منافسة بين القطاعات الرئيسة «الأسعار في بعض الأماكن مرتفعة بسبب الضغط الموسمي، والهيئة لم تصدر قطاع الإيواء السياحي إلا قبل سنة ونصف وفي هذه المدة تضاعفت أعداد الفنادق التي دخلت المملكة للمرة الأولى، ونحن لم نبدأ منذ سنة ونصف بل منذ خمس سنوات وكنا نحضر بانتظام مع وزارة التجارة مؤتمر الفنادق الذي يقام في إحدى الدول العربية ونتحدث مع أصحاب الفنادق الكبرى التي لا تدخل المملكة بسبب المنافسة غير العادلة وعدم وجود التصنيف، ووجود فنادق مصنفة درجة أولى وهي تستحق الإغلاق وأغلقت». ولفت الأمير سلطان بن سلمان الانتباه إلى أن هناك تناميا في عدد السياح المواطنين الذين يفضلون قضاء إجازاتهم الصيفية في الوجهات السياحية المحلية، منوها بتحول المواطن من النفور من السياحة الوطنية إلى الترحيب بها وقبولها والاندفاع نحوها «إذا أردنا أن نوطن السياحة فلابد أن نطور الخدمات وهو جهد لا يناط بالهيئة وحدها وإنما بعدد من الجهات المشرفة على الخدمات المتعلقة بالسياحة والأماكن السياحية». وأضاف «أنا كمواطن لست راضيا بما تحقق في السياحة الوطنية مقابل ما تملكه المملكة من مقومات وما تتميز به من تنوع وكثافة في المواقع الحضارية والثقافية والطبيعية، خصوصا أن المواطن السائح خاض الكثير من التجارب السياحية، التي مكنته من الضغط علينا حتى نطور السياحة بالجودة والتنظيم الذي اعتاده في السياحة الخارجية» .