أطلق الجيش السوري، أمس، عملية عسكرية ضخمة في منطقة جسر الشغور بمحافظة إدلب، 300 كلم شمال العاصمة دمشق، التي تشهد أعمال عنف متواصلة منذ عدة أيام، بحسب ما أفاد التليفزيون الرسمي السوري. وأعلن التليفزيون أنها «استجابة لنداء الأهالي» وأن «وحدات الجيش السوري بدأت تنفيذ مهامها في منطقة جسر الشغور للسيطرة على القرى المحيطة والقبض على العصابات المسلحة التي روعت السكان وقتلت 120 من عناصر الجيش والشرطة». غير أن معظم السكان فروا من هذه المدينة الحدودية والتي بدت «خالية» بعد عمليات تمشيط انطلقت في الرابع من يونيو، حسب ناشطي حقوق الإنسان. وذكرت وسائل الإعلام السورية الرسمية أن العملية العسكرية الضخمة تشهد مشاركة 30 ألف جندي. واتهمت دمشق الجماعات المسلحة والمتطرفين بارتكاب تلك المذبحة، غير أن المعارضة قالت إن قوات حكومية هي التي قتلت الجنود ورجال الشرطة بعد أن رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين. وقد فر ما يزيد على 2.400 سوري من المنطقة إلى تركيا عبر الحدود خلال الأيام الأخيرة خوفا من العمليات الانتقامية. وكتب نشطاء سوريون عبر المواقع الإلكترونية إن مركبات عسكرية تتحرك من منطقة سهل الغاب جنوب إدلب مرورا ببلدة المصطومة، وأن القوات تطلق النار بشكل عشوائي. وأضافوا أن حظر تجوال فرض في مدينة أريحا التابعة لإدلب حيث سمع دوي إطلاق نار مكثف. من ناحيته، توعد وزير الداخلية السوري اللواء محمد إبراهيم الشعار بأنه «سيتم التعامل بحزم وقوة ووفق القانون ولن يتم السكوت عن أي هجوم مسلح يستهدف أمن الوطن والمواطنين». وفي موسكو، أعلن الممثل الخاص للرئيس الروسي للشؤون الإفريقية والأزمات في العالم العربي ميخائيل مرغيلوف، أمس، أنه سيستقبل وفدا من المعارضة السورية في موسكو، قريبا، دون مزيد من التوضيحات. وتعتبر سورية من أقرب حلفاء روسيا في الشرق الأوسط. وخلافا لشركائها الغربيين، كررت روسيا معارضتها استصدار أي قرار في مجلس الأمن الدولي حول سورية وانتقدت الدعم الذي قالت إن البعض يقدمه للمعارضة السورية في تلك البلدان. وأعلن ناطق باسم وزارة الخارجية الروسية أن مثل تلك المبادرات ستزيد من تفاقم الوضع في سورية، التي تشهد حركة احتجاج غير مسبوقة منذ نحو ثلاثة أشهر. وفي إسطنبول، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن الوضع في سورية مختلف عن ليبيا بالنسبة لبلاده. وذكر في تصريحات لقناة تليفزيونية نقلتها وكالة أنباء الأناضول الرسمية «لدينا حدود مع سورية تمتد بين 800 و900 كلم. لا نستطيع أن نغلق أبوابنا أمام السوريين الذين يحاولون الهروب من العنف. ولكن إلى متى نجعل الأبواب مفتوحة، هذه مسألة أخرى». وأضاف أن «الحكومة السورية تتصرف بطريقة غير إنسانية، ومجلس الأمن الدولي يتحرك الآن بشأنها، وفي مواجهة العنف، لا يمكننا أن نواصل الدعم رغم أن لدينا أقارب يعيشون هناك». وفي بروكسل، قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس إن شرعية حكم بشار الأسد أصبحت محل تساؤل بعد إقدام قوات الأمن على قتل محتجين. وأضاف جيتس في ندوة «أود أن أقول إن ذبح أبرياء في سورية يجب أن يكون مشكلة ومثار قلق للجميع. هل مازال الأسد يتمتع بالشرعية لحكم بلاده؟. أعتقد أن هذا سؤال يجب أن يفكر فيه الجميع». وقالت مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي إن أكثر من 1.100 شخص ربما قتلوا واعتقل ما يصل إلى عشرة آلاف منذ مارس الماضي في الاحتجاجات على حكم الأسد، وحثت سورية على وقف «اعتدائها على شعبها». وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن شرعية الأسد «نفدت تقريبا» .