كثف حلف شمال الأطلسي «الناتو»، أمس، الضغط على نظام الزعيم الليبي معمر القذافي من خلال نشر مروحيات هجومية للمرة الأولى. وذكرت قناة سكاي نيوز البريطانية أن الهجمات نفذتها طائرات هليكوبتر بريطانية من طراز أباتشي انطلقت من حاملة الطائرات أوشن استهدفت بلدة البريقة بشرق ليبيا حيث توجد منشآت نفطية مهمة. وقال مراسل القناة الموجود على متن الحاملة إنه جرى إصابة هدفين ومركبة مدرعة عند نقطة تفتيش ومعدات عسكرية وقوات برية. وذكر بيان للحلف أن استخدام الأباتشي يتيح مرونة أكبر لرصد ومهاجمة القوات الموالية للقذافي التي تحاول الاختباء وسط مناطق مأهولة بالسكان. بينما يرى محللون عسكريون أن استخدامها يزيد أيضا من خطر تكبد القوات الغربية أول خسائر في حملة الحلف في ليبيا إذ إنها معرضة لنيران أرضية. وأكد الحلف أن نشر المروحيات ليس مقدمة لنشر قوات برية في ليبيا. وقال الليفتنانت جنرال تشارلز بوتشارد قائد العملية: «هذه المشاركة الناجحة تثبت القدرات الفريدة لاستخدام مروحيات هجومية. سنواصل استخدام هذه الأسلحة، مع توخي نفس الدقة مثلما نفعل في كل مهامنا». وفي مايو الماضي، وافقت بريطانيا وفرنسا على نشر مروحيات في محاولة لتحسين جهود «الناتو» لتطبيق قرار الأممالمتحدة الذي يهدف إلى منع القذافي من قتل المدنيين المعارضين لنظام حكمه. وتسمح المروحيات بمزيد من المرونة في العمليات بالإضافة إلى شن هجمات أكثر دقة ضد قوات النظام. ولكن الطيران على ارتفاع منخفض، يعرض هذه المروحيات للهجمات المضادة. ويأتي هذا التطور في الوقت الذي وافق فيه مجلس النواب الأمريكي، أمس الأول، على قرار يدعو الرئيس باراك أوباما لإيضاح دور أمريكا في ليبيا. وكان الناتو بدأ في شن الهجمات الجوية في نهاية مارس الماضي، بعدما أصدر مجلس الأمن قرارا يأمر بحماية المدنيين في النزاع. ووصل وزير الخارجية البريطاني وليام هيج، أمس، إلى بنغازي، معقل الثوار الليبيين، حيث سيلتقي مسؤولين في المجلس الوطني الانتقالي. وسيجري الوزير الذي يرافقه وزير التنمية الدولية أندرو ميتشل محادثات مع رئيس المجلس مصطفى عبدالجليل. وفي المقابل، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن عمليات الحلف في ليبيا بدأت تتحول تدريجيا إلى عملية برية. وأضاف «نعلم أن فرنسا وبريطانيا تعتزمان استخدام مروحيات قتالية الأمر الذي نعتبره بمثابة تطوير متعمد أو غير متعمد لعملية الناتو وتحويلها إلى برية». وكان الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أكد خلال محادثات مع رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني في روما أخيرا معارضة بلاده للتدخل العسكري من جانب «الناتو» في ليبيا. وأضاف مدفيديف «مصير الدولة الليبية يجب أن يحدده الشعب الليبي». من جهة أخرى، أعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي ميخائيل مارجيلوف أنه يعتزم التوجه إلى بنغازي، غدا، للقاء ممثلين عن المعارضة الليبية