كثف حلف شمال الأطلسي (ناتو) أمس الضغط على نظام الزعيم الليبي معمر القذافي من خلال نشر مروحيات هجومية للمرة الأولى، وقال الحلف العسكري في بيان إن الأهداف التي تم مهاجمتها ليلة أمس الأول تضمنت عربات ومعدات عسكرية وقوات برية. وقال الليفتنانت جنرال تشارلز بوتشارد قائد عملية الحامي المتحد التي يقودها الناتو «هذه المشاركة الناجحة تثبت القدرات الفريدة لاستخدام مروحيات هجومية». وأضاف بوتشارد «سوف نواصل استخدام هذه الأسلحة حيثما وحينما تقتضي الضرورة، مع توخى نفس الدقة مثلما نفعل في كل مهامنا». ونفي وزير الدفاع البريطاني وليام فوكس أن يكون نشر المروحيات اعترافا بفشل استراتيجية يتم تطبيقها حتى الآن، وقال فوكس على هامش القمة الأمنية الآسيوية المنعقدة في سنغافورة «استخدام المروحيات الهجومية هو امتداد منطقي لما نقوم به بالفعل»، وأضاف «استخدام المروحيات ليس الخطة «ب» على الاطلاق «متابعا أن النشر الجديد يظهر استعداد الناتو «لاستخدام الامكانات المتاحة لدينا»، ويعطي الحلف فرصة «لمهاجمة اهداف جديدة». وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية في لندن أمس أن مروحيات الأباتشي البريطانية التي شاركت للمرة الأولى في هجوم على أهداف على الأرض في ليبيا دمرت منشأة رادار ومركزا للمراقبة العسكرية قرب البريقة، وقالت الوزارة في بيان إن «المروحيات الهجومية أباتشي قامت بأول طلعة عملانية لها فوق ليبيا انطلاقا من السفينة (اتش ام اس اوشن)»، حاملة المروحيات التي ترسو قبالة الساحل في شمال إفريقيا، وأوضحت أن هذه المروحيات «كانت مكلفة شن هجمات دقيقة ضد منشأة رادار تابعة للنظام (العقيد معمر القذافي) ومركزا للمراقبة العسكرية يقعان قرب البريقة» المدينة الساحلية شرق البلاد، وتابع البيان أن الأهداف دمرت والطائرات عادت دون مشاكل إلى قواعدها. كما أعلنت رئاسة أركان الجيوش في باريس صباح أمس، أن مروحيات للجيش الفرنسي من نوع تيغر وغازيل شنت للمرة الأولى ليل الجمعة السبت غارات على الأراضي الليبية. وقال الكولونيل تياري بوركهار «تم تدمير عشرين هدفا، منها 15 آلية عسكرية وخصوصا سيارات بيك آب مسلحة». وأضاف أن هيكليات لقيادة الجيش الليبي قد استهدفت أيضا، واوضح المتحدث أن بضع مروحيات اضطرت للرد على إطلاق نار من أسلحة خفيفة من الأرض، لكن أيا من المروحيات لم تصب وعادت جميعا إلى حاملة الطائرات تونير للبحرية الوطنية الراسية قبالة السواحل الليبية، ولم تحدد رئاسة الأركان عدد المروحيات التي شاركت في الغارات ولا الأماكن التي قصفتها. وقال الكولونيل بوركهار إن «مشاركة مروحيات يعد مكملا للوسائل الجوية والبحرية المشاركة في العمليات، لزيادة الضغط الذي يمارس حتى الآن على قوات القذافي». ويأتي هذا التطور في الوقت الذي وافق فيه مجلس النواب الأمريكي أمس الأول على قرار يدعو الرئيس باراك أوباما لإيضاح دور الولاياتالمتحدة في ليبيا. وقال وزير الدفاع البريطاني إن الحملة تضعف قدرة القذافي على القيادة والسيطرة و تحد من الامدادات التي يتلقاها، واستطرد « التاريخ سوف يعود بذاكرته إلى الوراء ويقول إننا ربما تمكنا من منع كارثة إنسانية مروعة». من جهة أخرى يتوجه ميخائيل مارجيلوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى بنغازي مساء غد للقاء ممثلين عن المعارضة الليبية. وقال مارجيلوف في اتصال هاتفي مع وكالة ريا نوفوستي أنه ينوي الالتقاء بقيادة المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي شرق ليبيا وأوضح أنه يود عقد لقاءات مع كل من مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي المعارض الليبي وعمر الحريري مسؤول الشؤون العسكرية بالمجلس ومحمود جبريل، العضو بالمجلس. واستطرد أن موعد زيارته إلى ليبيا تم تحديده مع مراعاة عدد من المسائل الفنية المتعلقة بإمكانية التوجه إلى هذا البلد برا أو جوا في ظروف العمليات القتالية المتواصلة. وكان الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف قد أكد خلال مباحثات مع رئيس الوزراء ألإيطالي سلفيو برلسكوني في روما الخميس معارضة بلاده للتدخل العسكري من جانب حلف شمال ألأطلسي (الناتو) في ليبيا. وأضاف مدفيديف «مصير الدولة الليبية يجب أن يحدده الشعب الليبي».