حبست خطابات تهديد إلكترونية أسرة سعودية بمكة المكرمة داخل منزلها وبثت فيهم الخوف والرعب والقلق بعد أن استمرت دون انقطاع طوال أكثر من ستة أشهر وتحمل وعيدا بقتلهم شر قتلة وحرق منزلهم، وذلك بعيد حادثة مقتل ابنها البكر في الثامن من رمضان الماضي وهي القضية المعروفة ب«قتيل النوارية». ورغم إبلاغ الأسرة، الشرطة بالأمر إلا أن التهديدات لا تزال تصلهم بانتظام، وهو ما دفع رب الأسرة نبيه العطرجي إلى منع صغاره من الخروج إلى الشارع للعب مع أقرانهم، ورفع درجة الانتباه والحذر إلى أقصى درجة خشية أن تتحول تلك التهديدات إلى واقع. وقال العطرجي ل«شمس» إنه لا يستبعد علاقة الأمر بمقتل ابنه، حيث بدأت تصله على بريده الإلكتروني بعيد الحادث مباشرة، مشيرا إلى أنه أبلغ مركز شرطة التنعيم في ال23 من شعبان الماضي بالأمر من أجل الوصول إلى مصدر تلك الرسائل وحمايتهم من تهديداتها. وناشد جهات الاختصاص بحمايتهم من أذى المواقع الإلكترونية المجهولة والمعروفة ومن بينها صفحات على ال«فيس بوك» و«تويتر» والوصول إلى أصحابها بعد أن درجوا على ترويج معلومات خاطئة لم تراع حرمة الميت ولا تصون كرامة الأحياء، والخوض في قذفهم وشتمهم وإساءة سمعتهم ما سبب لهم حرجا كثيرا، رغم ما عرف عنهم من سمعة طيبة. من جهة أخرى أكد الناطق الإعلامي بشرطة العاصمة المقدسة المقدم عبدالمحسن الميمان أن الشرطة تلقت بلاغا بخصوص رسائل التهديد. وقال ل«شمس» إن رجال الأمن باشروا مهامهم في التحقيق في الأمر. لافتا إلى أنه تم كذلك رفع أوراق القضية إلى هيئة التحقيق والادعاء لاستكمال إجراءاتها. من جانب آخر دعا مدير مركز الدراسات الإسلامية بكلية الشريعة بجامعة أم القرى عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور محمد السهلي إلى تتبع مصادر تلك الرسائل التي ترد للمواطن عبر الإنترنت لأنها تشكل تهديدا وضررا به وبأسرته. وقال ل«شمس» إن جهات الاختصاص قادرة، بحكم ما تمتلكه من وسائل، الوصول إلى المتورطين في إرسال تلك الرسائل وكشف أهدافهم. أما المستشار القانوني سلطان الحارثي فذكر أن تلك الرسائل تصنف ضمن «جرائم التقنيات» وتتبع في عقوبتها لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية. لافتا في حديثه ل«شمس» إلى أن تلك الرسائل التي يحتفظ بها المواطن تشكل قرائن حتى يتم ضبط مرسليها وتدوين اعترافاتهم. وكان أمين عطرجي تلقى 12 طعنة ظهر الأربعاء الثامن من رمضان الماضي داخل غرفته الخاصة في حي النوارية بمكة المكرمة، قبل أن تكتشف جثته صبيحة اليوم التالي. ونجحت الشرطة في القبض على المشتبه في ارتكاب الجريمة في جدة وصدقت اعترافاته شرعا في المحكمة العامة بمكة المكرمة، حيث لا يزال موقوفا في انتظار إصدار الحكم النهائي بشأنه.