تنظر هيئة التحقيق والادعاء العام دائرة النفس قضية الشاب العشريني أمين العطرجي الذي عثر عليه مقتولا داخل غرفته الخاصة في منزل أسرته في حي النوارية في مكةالمكرمة قبل يومين، إذ وضعت الجريمة أكثر من علامة استفهام أمام الجهات الأمنية التي حققت في اليومين الماضيين مع أفراد الأسرة، في الوقت الذي أفرجت فيه عن سائق الأسرة إثر احتجازه على ذمة التحقيق. وتوجهت «عكاظ» إلى منزل الأسرة في حي النوارية، حيث بدت على ملامح والده وأعمامه وأشقائه علامات الحزن والأسى بفقدان ابنهم الذي يعد الأكبر بين أشقائه. وأوضحت ل «عكاظ» مصادر مطلعة أن المجني عليه تعرض لضرب قبل وفاته، إضافة إلى إصابته بأكثر من 12 طعنة في جميع أنحاء جسده، وكدمات علي وجهه وصدره، كما وجدت محتويات غرفته مبعثرة بالكامل، وتم التحفظ على جثته في ثلاجة الوفيات في مستشفى الملك فيصل في الششة. وطلبت شرطة التنعيم التي تحقق في الحادث، إجراء كشف طبي على جثة القتيل من قبل لجنة الطب الشرعية، لتحديد ساعة الوفاة وأسبابها ومعرفة تفاصيل الجريمة. وأوضح الناطق الإعلامي في شرطة العاصمة المقدسة الرائد عبد المحسن الميمان، أن ملف القضية حول إلى هيئة التحقيق والادعاء العام -دائرة النفس- لاستكمال التحقيقات في مقتل الشاب. من جهته، أوضح أمين العطرجي (كبير الأسرة وعم القتيل) أنه في يوم الحادثة «اتصل علي شقيقي الدكتور عبد الله، وأبلغني بالخبر حيث لم أستطع تمالك نفسي، وانهمرت الدموع من عيني على فقد الأسرة شابا في عقده الثاني، عرف عنه الخجل والأدب والهدوء في تعاملاته مع جميع أقاربه وأصدقائه ومعلميه، كونه يدرس في قسم المساحة في كلية المجتمع، ولديه طموح كبير في مواصلة مسيرته التعليمية، ولم تكن له أية عداوات». وأشار العطرجي إلى أن «الأسئلة تطايرت بيننا وظهرت أكثر من علامة استفهام حول الأسباب، حيث إننا في أسرة يسودها الترابط الأخوي الراقي، ولا نتوقع أن نجد في يوم من الأيام أحد أبنائنا يتعرض لمثل هذا العمل الحاقد». مضيفا «آخر ما واجه الفقيد هو عمه عبد الله بعد أدائهم لصلاة الفجر، حيث دار بينهم حديث أبوي وكان في مظهر وقور، ووقت الإفطار لم يجب على طرق الباب لغرفته، إذ توقعنا أنه خارج المنزل، وعند وقت السحور كانت الصدمة بعد أن توجهت إلى غرفته زوجة شقيقي وطرقت الباب إلا أنه لم يجب، وما أثار الحيرة هو أن مكيف الغرفة كان في وضع التشغيل منذ المغرب ما دفعها لإخبار زوجها (شقيقي) عن الأمر، فتوجه إلى الغرفة واستخدم المفتاح الاحتياطي لفتحها، عندها شاهد ما لم يكن في الحسبان بعد أن عثر على ابن أخيه ملقيا مضرجا في دمائه».