من مجلس إلى آخر ومن موقع اجتماعي إلى ثان ومن لقاء خاطف إلى جلسة رصيف ومن طابور ينتهي ب«جرة فول» إلى آخر ينتهي بصيدلي يصرف لك الدواء، لن تكون اليوم بمأمن عن مواجهة السؤال البيزنطي القديم «هل أنت مع أو ضد قيادة المرأة للسيارة؟» وهو السؤال الذي لا يحتمل سوى إجابتين ستؤدي بك أي منهما إلى أن تصبح «أحمق» و«ساذجا»، «غبيا» و«متخلفا» عمن حولك بسنوات فلكية! جرب أن تكون إجابتك هي «مع» ثم إننا ننصحك بارتداء خوذة رأس واقية لحماية رأسك وكمية كافية من القطن للحفاظ على طبلة أذنك من كمية الأسئلة التي ستنهمر عليك من شاكلة «كيف؟ ولماذا؟ ومن أنت حتى تعطي رأيا؟ ما حكم اختلاط المركبات في الطرقات؟ وماذا لو تعطلت بها السيارة في نهاية الشارع؟ هل تضمن عدم انطفاء أنوار الشوارع يوما ما؟ كيف سيصبح الوضع لو انفجر الإطار الخلفي الأيسر؟ هل نظرت لتجارب الدول المجاورة؟ من سيحميها لو تعرضت لاعتداء سافر في الثانية ظهرا على الدائري الشرقي؟» من المؤكد أنك تضمر في نفسك شيئا وأنك تخطط لأمر أبعد من ذلك؟ هل أنت أحمق أم ساذج؟ من الواضح أنك «غبي»! ثم جرب أن تكون إجابتك هي «ضد» في مرة أخرى، وبعد أن تصبح «ساذجا» و«غبيا» مهما تكن إجابتك، ننصحك الآن بالتوجه لأعلى شاهق في مدينتك الكبيرة ثم أن تلقي لا ليس بنفسك ولكن تلقي بنظرة على شوارعها المكتظة لتسأل مرة أخرى إن كانت تلك الشوارع كافية لسيارات الرجال فضلا عن سيارة النساء؟