يبدو أن الرياضة السعودية مقبلة بالفعل على مرحلة جديدة.. لا مجال فيها للسكوت عن التجاوزات والتحايلات.. وعندما أقول «مقبلة بالفعل» على اعتبار أن الشهور الماضية لم تشهد أي بوادر نحو التحرك الحقيقي للإصلاح الرياضي.. فكل ما حدث هي أمور ممكن أن تحدث في أي مرحلة.. غير أن ما حدث أخيرا يكشف جانبا من السياسة الجديدة التي ينتهجها المسؤولون.. فعندما يأتي قرار بحجم «القرار القاضي بهبوط الوحدة».. فهذا يعني أن المسألة باتت مختلفة عن السابق.. وتكشف جانبا مهما في طريقة إدارة الأمور في رياضة هذا البلد.. فالخطأ عندما يثبت يجب أن يحاسب المخطئ ويدفع ثمن خطئه.. لكن السؤال الأهم من كل هذه الأحاديث المتداولة في الوسط الرياضي.. كيف دارت الأمور بين التعاون والوحدة.. وتمت الصفقة.. ورُسم السيناريو بهذا الشكل؟ حقيقة يجب أن نعترف بأن هذا هو واقع المباريات في منافساتنا الرياضية من الدوري الممتاز وحتى المنافسات الريفية.. فالاتفاقيات وعقد الصفقات.. هي مسألة ثابتة في جميع منافساتنا.. وهو أمر يعرفه رؤساء الأندية الرياضية ال153 جيدا.. لكنها عادة ما تتم في الظل.. وبعيدا عن الإعلام.. ويبدو أن المسؤولين في الناديين استغلوا الغياب الإعلامي بسبب كثافة المباريات في ذلك اليوم.. لينتهجوا هذا الأسلوب المشين الذي لا يليق حقيقة بأندية تلعب في دوري المحترفين.. ومن يتابع المباريات التي تقام في دوري الدرجة الأولى والثانية خاصة في الجولات الأخيرة وفي بطولات الصعود.. سيكتشف أن ناديي التعاون والوحدة.. قاما بهذا السلوك وفق ثقافة رياضية متفشية وفارضة نفسها بقوة في المشهد الرياضي المحلي.. وكم من الأصوات التي سمعنا اتهاماتها لبعض الأندية بالتلاعب في نتائج المباريات.. لكنها ما تلبث إلا أن تذوب في بيروقراطية الإجراءات.. وعقليات: «وش لك بالمشاكل؟»، «وصدقني ما راح يسوون لك شيء».. لكنه في عهد الأمير نواف بن فيصل..انتهى كل هذا.. وبالتالي يمكن التأكيد أكثر من مرة.. أن ما حدث بين التعاون والوحدة من اتفاقيات.. ليست هي الأولى في رياضتنا.. ولكن القرار التاريخي هو الأول من نوعه.. وهو الذي سيجتث هذه الثقافة من جذورها.