أعلن مصدر ليبي رسمي أن قوات حلف شمال الأطلسي «ناتو» قصفت، أمس، مواقع عسكرية بمنطقة الجفرة، 600 كم جنوبطرابلس، ومنطقة تاجور، 16 كم شرق طرابلس. ولم يذكر المصدر أي تفاصيل عن الخسائر أو الأضرار الناجمة عن القصف.. وذلك في الوقت الذي طلب فيه المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس أوكامبو من قضاة المحكمة إصدار مذكرات توقيف بحق الزعيم الليبي معمر القذافي، ونجله سيف الإسلام، ومدير الاستخبارات عبدالله السنوسي، موضحا أنها الطريقة الوحيدة لإيقاف الجرائم في ليبيا. أشار أوكامبو، خلال مؤتمر صحفي، إلى أدلة متوافرة تثبت إصدار القذافي أوامر بقتل متظاهرين وارتكابه جرائم ضد الإنسانية. وأضاف: «جمعنا أدلة مباشرة حول أوامر أصدرها القذافي نفسه، وأدلة مباشرة بأن سيف الإسلام ينظم تجنيد مرتزقة، وأخرى تثبت أن عبدالله السنوسي شارك في هجمات ضد المحتجين». واستطرد: «الأدلة تثبت مهاجمة المدنيين داخل مساكنهم، وقمع المحتجين باستخدام الرصاص الحي، والمدفعية الثقيلة ضد المشاركين في تشييع جنازات، ونشر القناصة لقتل المصلين فور خروجهم من المساجد». وهي المرة الأولى التي تعلن فيها المحكمة اتهامات بحق أشخاص يشتبه في تورطهم بجرائم ضد الإنسانية بينما الصراع ما زال قائما. وحسب تقديرات جماعات المعارضة في ليبيا، فإن المعارك التي اندلعت بين الطرفين قبل نحو ثلاثة أشهر، أسفرت عن سقوط أكثر من عشرة آلاف قتيل، وما يزيد على 55 ألف جريح. من جهته، رفض نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم مذكرات التوقيف بحق ثلاثة من كبار المسؤولين بتهم القتل والاضطهاد في حملة ضد الثوار. وأكد أن حكومته لا تعطي أي اهتمام للقرار.. مضيفا أن ليبيا لا تعترف بالاختصاص القضائي للمحكمة الدولية، مثل الكثير من الدول الإفريقية. وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أنه ينتظر وصول مبعوثين للقذافي إلى موسكو، اليوم. وأشار في الوقت نفسه إلى أن بلاده مستعدة للقاء الثوار الليبيين الذين يكثفون زياراتهم إلى الخارج لتعزيز شرعيتهم الدولية. وكان مجلس وزراء الخارجية العرب طلب من المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية «عرب سات»، وقف البث التلفزيونى لقناة الجماهيرية الفضائية ولأى قنوات تبثها السلطات الليبية، على أن تتابع الأمانة العامة للجامعة تنفيذ القرار. ويأتى ذلك استكمالا للقرارات التى اتخذتها الجامعة سابقا بخصوص الأزمة الليبية، حيث قررت تعليق عضوية ليبيا احتجاجا على ممارسات العنف من قبل نظام القذافي تجاه الشعب الليبيى، مارس الماضي. وأوضح مصدر في «عرب سات» أن القرار لم يبلغوا به رسميا حتى الآن. وعلى بعد آلاف الكيلومترات من بنغازي معقل الثورة في شرق البلاد، ينشط عشرات الصحافيين والتقنيين على مدار الساعة لدعم الثورة من خلال قناة «ليبيا الأحرار» التي تحتضنها دولة قطر وتسهم في تمويلها. وتبث القناة أخبارا عن تقدم الثورة والأوضاع الميدانية، كما تبث رسائل مصورة من مقاتلين على الجبهة إلى جانب البرامج الحوارية من بنغازي. ونجح الثوار الليبيون منذ أيام في السيطرة على مدينة مصراتة ومطارها، 200 كم شرقي العاصمة. وأكد رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي خلال اجتماع في طرابلس مع الموفد الخاص للأمم المتحدة عبد الإله الخطيب، حرص بلاده على وقف فوري لإطلاق النار «متزامن» مع وقف قصف الناتو، مشددا على «قبول ليبيا بمراقبين دوليين يتابعون تنفيذ ذلك»