يبدو أن تعليق الدراسة في اليمن لم يجد طريقا واضحا حتى الآن، فالعديد من الطلاب الملتحقين بالجامعات اليمنية عادوا إلى المملكة عند حدوث الاضطرابات ظنا منهم أن الأزمة ربما ستنتهي بسرعة ليعودوا بعدها لإكمال دراستهم، إلا أن الأمور تزداد يوما بعد يوم، ليتضاعف التعقيد على الطلاب ورؤساء الجامعات. هذا ما أكده رئيس الجالية اليمنية بالمنطقة الغربيةوالجنوبية، والمشرف العام على مكتب جامعة صنعاء بالمملكة الدكتور محمد الكندي، خلال حديثه ل«شمس»، مشيرا إلى أن «كل الأطراف اليمنية تنتظر الفرج، فجميع المؤثرات السياسية والثورية والإقليمية كلها مثبطات في اتخاذ قرار، خاصة فيما يخص دراسة الطلاب، وعموما كلنا ننتظر الفرج، فالجميع يقولون إن الفرج سيأتي غدا، وكلنا أمل في هذه الكلمة، ولم يزرنا هذا الغد حتى اللحظة، مما جعلنا في موقف لا نحسد عليه، فالطلاب متوقفون عن الدراسة والجامعات لا تدري ما مصير طلابها». وأشار الكندي إلى أن طلاب الجامعات توقفت دراستهم لفترة طويلة: «لا بد من اتخاذ قرار أولي في هذا الشأن، ومشكلة الدراسة ترتبط ارتباطا وثيقا بعامل الوقت، فإذا انتهت سنة كاملة ونحن في هذا الوضع فهذا معناه أن سنة كاملة من حق الطالب ضاعت عليه؛ ما يؤدي إلى تأخر الطالب»، مشيرا إلى أنه أجرى تنسيقا مع سفير المملكة باليمن فيما يخص الطلاب السعوديين الدارسين بالجامعات اليمينية: «إلا أن الأحداث تتطور يوما بعد يوم ولم تتضح الأمور حتى الآن؛ ما جعلنا في موقف حرج، ولا ندري متى تنتهي الأحداث لنعاود الدراسة من جديد». وحول آلية للخروج من مأزق الأحداث، أبان الكندي أن هناك حالتين لضمان عدم ضياع الوقت على الطلاب: «حتى نضمن حق الطلاب في الدراسة وعدم ضياع الوقت عليهم أوجدنا بعض الحلول، وهي إما أن يدرس الطلاب الفصل الدراسي الثاني في الصيف بوصفه حلا مبدئيا، والحل الآخر هو أن نضغط الفصل الدراسي ونقدمه للطلاب على شكل دورة مكثفة لا تتجاوز الأسابيع، فعملية الدراسة ترتبط بالزمن، ونحن بذلك نحاول ألا نضيع الوقت على الطلاب». طلاب في ورطة من جانبهم أبدى طلاب السنة الأخيرة تذمرهم من الورطة التي وجدوا أنفسهم فيها، كونها فاجأتهم مع نهاية دراستهم بالجامعة. وأفادوا أن دراستهم توقفت، ولا يعلمون حتى الآن متى تعود الأمور إلى طبيعتها، لينهوا دراستهم الجامعية ليلتحقوا بالحياة العملية. وأوضح الطالب في السنة الرابعة تخصص طب الأسنان، يوسف مقبل، أن الأحداث أوقعته فيما أسماه «ورطة»؛ ما جعله يعود إلى المملكة بعد أن توقفت الدراسة في جميع جامعات اليمن: «كل يوم يراودني التفكير في أن الأوضاع ستهدأ في اليمن، وتعود الأمور إلى طبيعتها، غير أنني أراها كل يوم تزداد سوءا، وليس عندي ما أقضي به وقتي حاليا، فكلما فكرت أن أرتبط بدورة معينة أستغل بها وقتي، أتوقع أن تهدأ الأوضاع وأعود إلى اليمن، وحتى اليوم لم أستفد من وقتي سوى مجالسة أهلي». وأكد يوسف أنه يفكر حاليا بنقل دراسته إلى دولة أخرى غير اليمن: «أريد الارتباط بدولة دراسة بعيدة عن الاضطرابات حتى لا يتكرر الأمر وتتوقف دراستي مرة أخرى، فتواصلت مع بعض الجامعات في جنوب إفريقيا عن طريق أحد أصدقائي، وطلبوا مني كشف الدرجات حتى أرتب أموري للسنة القادمة، فاتجهت إلى موقع الجامعة الإلكتروني غير أنني وجدته مغلقا فخاب أملي، وأعتقد أن طلاب الأسنان أكثر من تضرروا، فنظامنا سنوي، ولا يمكن أن أنتقل إلى أي جامعة، وأقول لهم أنهيت سنة ونصف السنة، فأنا أريد أن أكمل هذه السنة بأي طريقة حتى أستطيع بعدها انتقالي إلى الجامعة التي أريد». نتائج لم تظهر ولم يقتصر تأثير الأحداث في اليمن على الطلاب الدارسين فيها، بل تجاوز ذلك التأثير إلى الطلاب المنتظمين في الجامعات اليمنية بنظام «التعلم عن بعد» الذين أوضحوا أن الفصل الدراسي الثاني قد يتأثر باستمرار الأحداث مما يؤثر سلبا عليهم. وبين طالب السنة الأخيرة في كلية الإعلام علي المراني، أن نتائج الفصل الدراسي الأول لم تصدر حتى الآن: «كانت اختبارات الفصل الأول قبل الأحداث، وبعد أن انتهينا من الاختبارات اشتعلت الأحداث في اليمن، وقد كنا ننتظر أن تظهر النتائج غير أنها لم تظهر حتى اللحظة مما يعني أن دراستنا أيضا تأثرت بما يحصل في اليمن» .