خلع مدير الشؤون الصحية في جدة عباءة الإدارة وعاد إلى غرف العمليات في رداء الجراحين ليجري أول عملية لاستئصال المرارة لمريضة باستخدام الجيل الثاني للمنظار الجراحي بمستشفى الملك عبدالعزيز ومركز الأورام بجدة. وكان الفريق الجراحي الذي ترأسه مدير الشؤون الصحية استشاري جراحة المناظير الدكتور سامي باداود قد قام بالكشف على المريضة «22 عاما» إذ جاءت تشكو آلاما حادة أعلى الجهة اليمنى من البطن وتبين من نتائج الفحوصات الطبية أنها تعاني التهابا مزمنا في الحويصلة المرارية مع وجود حصوات في المرارة ما استدعى التدخل الجراحي بالمنظار. وذكر الدكتور باداود أنه ومساعديه أجروا هذه العملية بالطريقة الجديدة باستخدام الجيل الثاني للمناظير الجراحية الذي يتم من خلالها عمل فتحة واحدة وسط البطن بمساحة 15مم خلافا لما كان يجري في عمليات الجيل الأول التي تتطلب عمل أربع فتحات في أماكن مختلفة من البطن. وأشار إلى أن هذه العملية كانت دقيقة وحساسة لأنها تجرى لأول مرة وقد نجحت وتماثلت المريضة للشفاء في وقت قياسي. ولفت إلى أن استئصال المرارة بالمنظار ذي الفتحة الواحدة من خلال جرح واحد فقط في الصرة، هو أحد التطورات الحديثة للمناظير التي تسهم بشكل كبير في رفع المعاناة عن المرضى بعد إتمام الجراحة، بعد أن كانت عملية الاستئصال تستلزم عمل جرح لا يقل عن 15سم في الماضي، ويبقي المريض في المستشفى من ثلاثة إلى خمسة أيام، وتستمر معاناته من الآلام المصاحبة للعملية لمدة لا تقل عن عشرة أيام، ما يتطلب توقفه عن ممارسة حياته الطبيعية مدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع إلى شهر. وأكد باداود ل«شمس» أن مهامه الإدارية في الشؤون الصحية لا تقف عائقا يحول دون ممارسته عمله الإنساني، خاصة أن تخصصه في مجال نادر.