كانت هناك ربة بيت خرقاء اكتشفت بعد مرور سنوات طويلة أنها كانت تنشر ملابس أسرتها على حبل غسيل الجيران فصعق الزوج! قصة سخيفة أليس كذلك؟ لكنها لن تكون أسخف مما يحصل الآن على بعض القنوات الفضائية، فمجتمعنا بشراهته الشرائية يدفع ثمن مراهقات كل من هب ودب إعلاميا، فأصبحت كل القنوات تناقش قضايانا بإسفاف بحثا عن المعلن وليس حرصا علينا. برنامج حواري يعد ويقدم في دولة أخرى يناقش قضية سلوكية داخل نسق اجتماعي يصعب على أفراد المجتمع نفسه البحث فيه، دون أن نعلم كيف «لطوني» أن يعرف أبعاد المشكلة الاجتماعية المبالغ في طرحها واستطاع مع المقدم إقناع «مبرقعة» بالحديث عن علاقاتها المحرمة أو شذوذها الجنسي على الهواء!! أكرر بمبالغة بدافع الإثارة. فهل النشر على حبل غسيل الجيران أسهل، أم أن الصحافي المحلي حين يساعد في الإعداد والتنسيق لبرنامج غير محلي سيكون كربة المنزل سالفة الذكر! دعاني صديقي يوما لرؤية شخص يتجول في الغرف «البالتوكية» بحثا عن فتاة لديها الجرأة للظهور في برنامج حواري يتطلب الشفافية شرط أن تكون سعودية أو تجيد اللهجة المحلية وتتحدث عن أي موضوع يطلب منها مقابل مبلغ زهيد ومن دون اصطحاب البابا! ولأن صديقي ممثل ويجيد لعب العديد من الكركترات وباللعب بحنجرته اتفقنا على أن يتقمص الدور فتحدث بقوله: أنا مستعدة وأنا دنيا من الانحرافات وغابة من المشبوهات والممنوعات وكل شيء تجدونه لدي «فالسبيسات» أقصد الفراغات موجودة في حياتي بعدد شجرات الأرز ومستعدة للفضفضة في الممنوعات والمسموحات! مما أسعد المعد وتحمس للتواصل الهاتفي إلى أن عرفنا القناة واسم البرنامج الذي اتضح أنه غير معروف على قناة مغمورة ولكنهم تنبهوا أخيرا لخطط البرامج الأخرى للفت انتباه أهم شريحة جماهيرية تبيض ذهبا بجذب المعلن. وفي ذات الغرفة البالتوكية فتاة من أقصى بقاع الأرض تجيد التحدث بجميع اللهجات المحلية على اختلافها أكثر من أحدنا! ولم تسافر خارج بلدها مطلقا حسب كلامها بل استطاعت اكتساب اللهجة من علاقاتها مع سفرائنا غير المعتمدين في الخارج وعبر الإنترنت، والتي تحمست لتمثيل مجتمعنا علانية في أي برنامج مشابه! كحماسها للمشاركة في مسلسلاتنا المحلية مع تحفظها على بعض المشاهد كشرط لن تفرط فيه، فقابلت حماسها بأيقونة الخجل سلفا وضعتها أنا تعبيرا عن موقف يعترينا جميعا دون شك!