وأخيرا شاهدنا "لورنس العرب" وليتتنا لم نشاهده.. بهذه الجملة اختتم صديقي تعليقه بعد مشاهدته ولأول مرة هذه الشخصية "البالتوكية" التي أزعجت السعوديين في العامين الماضين والذي اقتنع وظهر ولأول مرة بشخصيته الحقيقية على شاشة التلفزيون بعد أن ظل متخفيا لمدة عامين وظهر للمرة الأولى على قناة روتانا خليجية متلثما ورافضا الكشف عن شخصيته خشية تعرضه للمحاسبة والانتقاد بعد توجيهه عبارات مسيئة وبذيئة لمجتمعه، ظهور لورنس العرب بشخصيته أمام الملأ جاء بعد احتراقه وانحسار متابعته عقب الضجيج الذي أحدثه لفترة معينة معتقدًا أن ظهوره سيعيده للأضواء مرة أخرى، ليثبت مجدداً أن حالته كانت فقاعة صابون. عودة لورنس وظهوره جاءت بعد مشاركته في قناة روتانا خليجية الأسبوع الماضي وتحديداً عبر برنامجها الكوميدي" ابتسامات " والذي لا يحمل أي صفة ومعنى من اسمه، وبتقديم شخصيات تعتبر الفرصة الأولى لهم بتقديم برنامج ويأتي في مقدمتهم " لورنس العرب"، فالبرنامج بمقدميه الأربعة اقل ما يقال عنه انه ( أسخف برنامج كوميدي عربي) حتى الآن، وبدو في كثير من الأحيان في التصنع بالضحك حينما نعلم أن جميع النكت عفى عليها الزمن ومتناقلة منّذ زمن، ولم يعلموا أن السعوديين تسيدوا ساحة الكوميديا عربياً وإطلاق النكت الساخرة وسرعة انتشارها عربيا عبر وسائل الاتصال الحديثة ومنها البلاك بيري. اجزم أن الكثير ممن تابعوا البرنامج اضطروا لمتابعته حتى يشاهدوا " السخافة والسماجة " بمعناها الحقيقي ولا شك أن ظهور البرنامج بهذا الشكل وبمقدميه وضعف الإعداد يعتبر سقطة جديدة بحق قناة تميزت بمجموعة كبيرة من البرامج المنوعة ، من المؤسف ان روتانا أو الشركة المنتجة للبرنامج خسرت الاستديو والديكورات ووقت البث وكان بإمكان تصوير تلك الحلقة في اقرب استراحة أو في مقهى باحدى طرق الرياض السريعة خصوصا بعدما شاهدنا احد المقدمين مرتديا "ثوباً وطاقية للنوم" والآخر بجواره آلة العود ليطلق إبداعات صوته الأخاذ ! حالة برنامج " ابتسامات" تثبت انه لا يزال إعلامنا بكافة وسائله يعاني من دخول واختراق أشخاص لا يتملكون أدوات العمل الإعلامي ولا يجيدون فن ممارسته.. وهمهم الأول والأخير هو البحث عن المادة والشهرة على أكتاف أسماء وأجهزة إعلامية عريقة وهم لا يحظون بدرجة كبيرة من القبول الاجتماعي لأطروحاتهم وآرائهم المسطحة.