قرر النائب العام المصري، أمس، تجديد حبس الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال 15 يوما احتياطيا «تمهيدا» لاتخاذ قرار بمحاكمتهم أو حفظ التحقيقات معهم، فيما أعلنت رئاسة الوزراء القبض على «العقل المدبر» للمواجهات الطائفية الدامية التي أوقعت 12 قتيلا وأكثر من 200 جريح في حي إمبابة الشعبي. وأكد متحدث أن محققين من مكتب النائب العام انتقلوا إلى مستشفى شرم الشيخ لاستكمال استجواب الرئيس السابق في حضور محاميه. وجرت تحقيقات مع مبارك في قضايا تتعلق بالفساد المالي وفي اتهامات بالتحريض على قتل المتظاهرين أثناء الانتفاضة، التي بدأت في 25 يناير الماضي وانتهت بإطاحة نظامه في 11 فبراير. كان النائب العام قرر حبس مبارك احتياطيا في 13 إبريل الماضي لمدة 15 يوما ثم جدد في ال28 منه حبسه لفترة مماثلة. وقرر إبقاءه تحت الحراسة بمستشفى شرم الشيخ الدولي لأسباب صحية. كما قرر النائب العام حبس نجلي مبارك، علاء وجمال، احتياطا في 13 إبريل أيضا وجدد حبسهما لمدتين مماثلتين بعد ذلك. وتجري التحقيقات مع علاء وجمال مبارك بتهم تتعلق كذلك بالفساد والتحريض على قتل المتظاهرين. وقد نفى المتهمان ما جاء في التحريات ووصفاها بأنها عقيمة، وأنها بنيت على أقوال مرسلة، ولا أساس لها من الصحة، ورددا «لو فيه أي دليل واحد علينا طلعوه». من جهة أخرى، أصدرت محكمة جنايات الجيزة، أمس، حكما بالسجن خمسة أعوام على وزير السياحة السابق زهير جرانة بعد أن أدانته بتسهيل الاستيلاء على المال العام. وكانت المحكمة نفسها أصدرت، الخميس الماضي، حكما بحبس وزير الداخلية السابق حبيب العادلي 12 عاما بعد إدانته كذلك في قضية فساد مالي. وأفادت تقارير بأنه جرى، أمس، تشديد الحراسة على منزل السفير الإسرائيلي في مصر، وذلك على خلفية التوترات الأمنية التي تشهدها البلاد وكذلك التظاهرات المطالبة بطرد السفير. وانتشرت قوات الأمن بصورة كثيفة حول المنزل بحي المعادي بالقاهرة وقامت بإغلاق كافة الطرق المؤدية إليه. ويأتي ذلك في الوقت الذي هدد فيه أعضاء اللجنة التنسيقية للانتفاضة الفلسطينية الثالثة بالقاهرة، بطرد السفير الإسرائيلي الجمعة المقبلة خلال مظاهرة مليونية يقوم خلالها المحتجون بالصعود إلي مقر السفارة بالجيزة، وطرد جميع أعضائها الدبلوماسيين. وفيما كشفت بعض الصحف المصرية أن لدى القوات المسلحة معلومات تثبت أن رموزا من الحزب الوطني الذي كان يحكم في عهد مبارك أعدت مخططا لإشعال نزاع طائفي واسع النطاق في مصر، أعلن مجلس الوزراء، في بيان مقتضب بصفحته على فيس بوك، أن «وزارة الداخلية ألقت القبض على العقل المدبر الذي خلق شرارة التصادم بين المسلمين والمسيحيين بإمبابة». ولم يكشف البيان هوية المتهم بإشعال هذه الصدامات. وأضاف مجلس الوزراء أن «14 آخرين ممن شاركوا في أحداث الفتنة المؤسفة تم توقيفهم كذلك»، إضافة إلى 190 شخصا سبق إلقاء القبض عليهم وإحالتهم للنيابة العسكرية. وفي الأقصر بصعيد مصر، تسبب غياب فتاتين عن منزليهما منذ مساء أمس الأول، في قيام عشرات المواطنين بقطع طريق مطار الأقصر الدولي احتجاجا على ما أسموه باستمرار الانفلات الأمني. وشكا المواطنون من تكرار حوادث ومحاولات اختفاء الفتيات واختطاف الأطفال، خاصة بعد رفض الشرطة تحرير بلاغ باختطاف الفتاتين .