رغم أن مسلسل انقطاع المياه عن حي طويق جنوب غربي الرياض, يكاد يتكرر سنويا، وتحديدا مطلع كل فصل صيف, إلا أن الفارق هذا الموسم أن عملية الانقطاع التي بكرت هذا العام، استمرت لمدة تصل إلى 3 أسابيع وحتى الآن. وتجمع العديد من المتضررين أمام مبنى الشيب، أملا في الحصول على المياه التي لم تعد تتقاطر في أنابيب المنازل بالحي. وفيما كان مشهد الزحام واضحا، ومنظر المعاناة في ظل عدم وجود أشياب بارزا، سارع أحد المواطنين ممن ينتظرون رقما للحصول على الأشياب «عبدالعزيز عاذب» بالتأكيد أنه ربما لم يشهد حي آخر في الرياض مثل تلك المعاناة التي تحدث في طويق: «فأنا أحد قاطني حي طويق الغربي منذ فترة طويلة، وأعاني مشكلة انقطاع المياه في هذا الموسم لمدة تجاوزت 35 يوما، حتى بتنا نشتري عبوات المياه الجاهزة من المحلات التجارية لاستخدامها في الغسيل والتنظيف، ولدي في المنزل أم مسنة وأطفال يحتاجون إلى المياه، ولا أدري كيف يمكنني أن أوفرها لهم». وفيما كانت الاتهامات تتوالى على ارتفاع قيمة الوايت، اعترف مجموعة من أصحاب الوايتات الذين يتركزون في شارع بلال بن رباح, بأن الأسعار تصل إلى 500 ريال، للوايت الكبير، فيما الصغير لا يقل ثمنه عن 400 ريال، رافضين اتهامهم بأنهم السبب في هذه السوق السوداء، أو رفع الأسعار، لكن الوضع الحالي السبب في هذا الأمر. وأمام شركة المياه الوطنية في الحي ذاته، كان هناك عدد من الأهالي، يأملون في توصيل معاناتهم إلى المسئولين، خاصة في ظل طول مدة القطوعات، والتي تعدت حسب تأكيدات أحد الأهالي إلى أربعة أشهر: «وعندما اتصلت بالرقم المجاني الذي حددته الشركة لاستقبال البلاغات، أبلغوني بالتوجه نحو مقر الشيب، وعندما ذهبت إلى هناك وجدت أنهم لا يعترفون بالرقم الممنوح لي من الرقم المجاني، وأعطوني رقما آخر ينص على أن تصل المياه إلى منزلي بعد 3 أيام، فاضطررت لإحضار 9 وايتات بمبالغ تجاوزت 800 ريال للوايت الواحد، وأعتقد أن السبب في انقطاع المياه هو السماح للوايتات بالتعبئة وبيعها للمواطنين». وبوتيرة المعاناة نفسها يشير محمد عثمان: «أعاني انقطاع المياه منذ 8 أيام، وأعطوني ورقة أولى تفيد بأن يأتي الوايت لتعبئة منزلي بعد 3 أيام، والآن يطلبون أن آخذ ورقة أخرى، ومعنى ذلك أنني سأنتظر لمدة 6 أيام، وزوجتي ولدت للتو, ولكم تخيل ذلك». ويعتقد أن: «استغلال ظروف الناس بلغ مبلغه، حاولت جلب وايت إلى منزلي بمبلغ 600 ريال، إلا أن صاحب الوايت رفض مطالبا بدفع مبلغ 1100 ريال». ويعتقد أحد الأهالي أنه: «إذا امتلكت واسطة في الشيب، فهذا يعني أن مشكلتك محلولة»، حسب قوله، مضيفا أنه: «أتيت إلى الشيب منذ الصباح أشكو لهم انقطاع المياه، فأبلغوني أن المسألة ستحل قبل الظهر, وتعدت الساعة السابعة مساء ولم تصل المياه». ويؤكد أحد المتضررين الذي يعاني انقطاع المياه منذ الأربعاء الفائت أن أرقام البلاغ التي تعطى من الرقم المجاني لا تُقبل من طرف مسؤولي الشيب: «وهذه مشكلة تتمثل في عدم التنسيق». وحسب متضرر آخر: «نعاني انقطاع المياه منذ 25 يوما، فاتصلت بالرقم المجاني وأرسلوا لي رسالة مفادها بأن المشكلة تم حلها، لكن الوضع لم يختلف حتى الآن» .