شهدت مديرية المياه بحي العزيزية بالمدينةالمنورة مساء امس الاول ازدحاماً شديدا من المواطنين بحثاً عن وايت ماء، فيما ارجعت الادارة المشكلة الى وجود عجز يومي مقداره 100 الف متر 3 من المياه ، وان المتضررين في الاحياء التى تشهد انقطاعات متكررة يمكنهم اللجوء الى السقيا المجانية. واغلق عدد من المواطنين بوابة خروج صهاريج المياه بمركباتهم لالزام المسؤولين بتوزيعها بعدالة بحسب قولهم موضحين أنهم يقضون ساعات طويلة في انتظار وصول دورهم الذي لايأتي في احيان كثيرة وعبر عدد آخر من المواطنين عن غضبهم من تصريحات مدير عام المياه المكلف المنشورة في « المدينة» الاثنين الماضي ووصفوها بالاستفزازية مؤكدين أن مدير المياه رغم اعترافه بحجم النقص الكبير الا انه قلل من شأن المعاناة اليومية للمواطنين بسبب نقص المياه . وقال المواطن بخيت الجهني : حديث المهندس محمد العقبي مدير مديرية المياه المكلف خالف الواقع وحاول إخفاء المعاناة التي نعيشها منذ شهرين وكان الأولى أن نرى ما يسرّنا ويفرج معاناتنا ولو بكلمات تمنحنا الأمل ، وأنا لي أكثر من خمسة أيام أتردد على مصلحة المياه بدون فائدة . ازمة يومية اما الموظف عبدالعزيز إبراهيم الجهني من منسوبي ادارة المياه قال أنه يعمل صباحا في الإدارة وينتظر دوره للحصول على الماء مساء مؤكدا أنه يعاني من انقطاع المياه من شهر شعبان الماضي وقال المواطن خالد السناني من ذوي الاحتياجات الخاصة انه يتردد على مديرية المياه لأكثر من ثلاثة أيام مبرزا في كل مرة بطاقته إلا أنه في آخر مرة قال له موظف المياه: ( ليس لها داعٍ) ويقصد بذلك البطاقة الخاصة بالمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة!! وقال المواطن بخيت عبد الباقي الجهني : إنه استقبل رمضان بانقطاع الماء وبدل التفرغ للعبادة والتقرب إلى الله أصبح هاجسنا هو الحصول على قطرة ماء في هذه الأجواء شديدة الحرارة!! . وزعم وجود أيادي خفية خلف هذا الموضوع .. مشيرا الى ان سعر الوايت وصل إلى 500 و 600 ريال بسبب تلاعب العمالة الوافدة عن طريق إحداث اعطال في أجهزة ضخ المياه و توزيعها والدليل على ذلك ان بعض الأحياء لم تشعر بالمشكلة. ويضيف المواطن حامد عطية الجهني يعمل في شركة ومن محدودي الدخل: لا أستطيع دفع 500 ريال للوايت و أجد حرجا كبيرا من جيراني سكان العمارة الذين بادروا بالتناوب لاحضار الوايت وعند حلول دوري حضرت إلى هنا قبل أربعة أيام وكل يوم يتغير الرقم لأبدأ من جديد وقد اضطررت لإحضار عائلتي معي . اما المواطن سامي الحربي فيقول: حصلت على وايت ب 500 ريال وللمرة الثالثة أحصل على أرقام وفي كل مرة تعاد من جديد ودائما تتعذر المصلحة بقلّة عدد الصهاريج المتوفرة لديها عن طريق المقاول وأصحاب الوايتات الخاصة يقومون بتعبئة صهاريجهم من شيب المصلحة بسعر 27 ريالا ثم تباع علينا بهذه الأسعار المرهقة. وتساءل لماذا لا يتم وضع آلية محددة لبيع الوايت بسعر محدد للمواطن ويتم الدفع أمام المسؤول وبإشرافه. ويقول المواطن أحمد ضيف الله الجهني : إنه حضر منذ الصباح ولم يجد سوى حراس الأمن ومجموعة من الأجانب يديرون عملية توزيع المياه بطريقتهم الخاصة ، وزعم قيام الحراس بتمزيق الأوراق وإعادة توزيع أرقام جديدة من جديد وهي مجرد عملية لتهدئة الناس وامتصاص غضبهم و يصل الدور إلى رقم 600 وما فوق وهذا يعني أن الوضع متأزم ، وفي مقابل ذلك نشاهد خروج صهاريج المياه بشكل غريب اتضح فيما بعد انها تباع في الخارج ولمن يستطيع ان يدفع اكثر . وكان مدير عام المديرية العامة للمياه المكلف بالمدينةالمنورة محمد بن الطيب العقبي ارجع في حديث ل «المدينة» أزمة المياه المتكررة خلال الأشهر الأخيرة إلى وجود عجز مقداره 100 ألف م3 يوميًا في ظل معدلات اتساع عمراني مرتفعة. وتوقع حل المشكلة جزئيًا في العام المقبل بضخ 70 ألف م3 إضافية لحين انتهاء المرحلة الثالثة من التحلية التي سترفع حصة المدينةالمنورة إلى أكثر من 550 ألف م3 يوميًا بدلًا من الكمية المتوفرة حاليًا والتى لاتزيد على 350 ألف م3 في حين يبلغ الاحتياج الفعلى 450 ألف م 3. وأعرب عن أمله في تشكيل لجنة تحديد أسعار وايتات المياه قريبًا نافيًا تحكّم موظف وافد في تدفقات المياه إلى الأحياء ووصف العقبي المشكلة بأنها محدودة في مناطق معيّنة، وقال المشكلة قائمة في المدينة وينبع والحناكية والمهد وفي انتظار المرحلة الثالثة من مشروعات تحلية المياه لحلها. واستبعد قطع المياه لأسبوعين كاملين عن الاهالي مؤكدا ان التقارير المتوفرة لديه تشير الى وصول المياه للمتضررين .