موقعان مهمان تتعلق بهما اهتمامات النسبة الأبرز من أبناء هذه البلاد، تم اختيار صاحبي عمودين صحفيين لإدارتهما، خلال الفترة الأخيرة. من بين القرارات الملكية، جاء استحداث هيئة وطنية لمكافحة الفساد، واختير لها محمد الشريف، الذي برز في الآونة الأخيرة من خلال مقال بإحدى الصحف المحلية، رغم تدرجه السابق في وظائف ذات ارتباط بأهمية الموقع المختار له. كما «انتقى» الرئيس الجديد لرعاية الشباب، كاتبا صحفيا آخر من صحيفة أخرى، هو محمد المسحل؛ ليكون مديرا للمنتخبات السعودية لكرة القدم بمختلف درجاتها. مثلما تقتطع الكرة حيزا مهما من اهتمامات النسبة الغالبة، خصوصا فئة الشباب، بات النظر إلى الإشكاليات المترتبة على فساد في دوائر حكومية خدماتية، مصنفا من بين صدارة الاهتمامات الشعبية الراهنة، خصوصا فيما بعد مقولة «كائنا من كان» الشهيرة، عقب كارثة سيول جدة «الأولى». إذن، عاد الاهتمام نوعيا بأصحاب الكلمة في «الصحافة الورقية»، رغم أعوام المعاناة الأخيرة مع الألفية الثالثة، من التأثيرات السالبة لوسائط «الإعلام الجديد» عليها. أهل الإعلام الورقي يفترض أن يضعوا ثقتهم بزميليهم، أملا في إنجاح أصعب مهمة، تجعل كاتبا صحفيا مسؤولا عن «موقع حساس» تتركز عليه الأعين والآذان، بعد أن كان يستغرق مساحة ورقية يومية أو أسبوعية بالانتقادات والملاحظات «الغاضبة»، وما شابهها. لحسن حظ الكاتبين «المسؤولين»، أن مهمتهما الراهنة لا تطوف بعيدا عن أفكار «القلم المهموم»، الذي يألفانه، فالفكرة ثم التخطيط الدقيق، أساس لتوقيع «التنفيذ الجريء»، حينما تخرج الأفكار من مساحة «عمود» على الورق، إلى «ميدان» أوسع في أبنية إدارية وملاعب كروية، ترتبط بصلاحيات كرسي «الوظيفة الجادة»، الذي يعتليانه.