أنا والكبسة صديقان لا يفرقنا رأي شاطح ولا صوت عال، لذلك اعشقها منذ صغري فصارت ملاذي الذي «أضرب فيه بالخمس» .. الهروب مع الكبسة وللكبسة فقط له لذة رائعة جدا. لذلك عندما تفكر في «أدلجة» وصنع فكر تنظيمي لهذا الحزب لن تمر هذه المرحلة بمخاض طويل جدا، كثيرون يعتنقون هذا التيار بل لديهم منظرون وفلاسفة وصناع سياسات، أنت فقط تحتاج لتيس وحفرة مندي وكيس أرز وصحن فارغ.. كلها أدوات تصنع لك ما يسمى في الأحزاب الأخرى ب «طاولة الاجتماعات»، وعندها يبدأ الحديث عن كل شيء وفي كل شيء. تيار الكبسة «كبساوي» بطبعه، بمعنى أنه يتقبل جميع الآراء ثم يقوم بكبسها وخلطها ويخرج برأي واحد يرضي الأغلبية لذلك هو لا ينزع لحكم القائد أو الرأي الأوحد، هناك دائما صحن دائري يجتمع عليه أعضاء التيار، وفي التيارات التعيسة الأخرى هنالك طاولة مستطيلة! أيضا التيار يفخر كل الفخر بتعدد أطيافه كالمندي والحنيذ والمدفون والمثلوثة، وجميعها تشترك في صناعة «صحن المشورة» أو ما يطلق عليه في الأنظمة القمعية ب مجلس الشعب أو استراحة الأمة، هذا الصحن يعطي المشورة في كل ما يهم الأعضاء والمنتسبين للحزب، ويتم الترشح له من خلال إقامة «انتخابات القدر» التي فيها من النزاهة والشفافية ما تجعل جميع الناخبين يجتمعون ويفترقون على صحن واحد. تيار الكبسة بطبعه تيار «يحطها بالقدر» ولا يهتم لأي أفكار رجعية أو حتى تقدمية.. لذلك لا يعنيه تطوير التعليم أو إقحام المرأة في كل مشاكل الدنيا، ولا يهمه تحليل الأغاني أو تحريمها أو حتى احتكار روتانا للفنانين، ولا يلقي بالا للحليب والرضاعة - بالطبع لديه إسهامات في تشجيع الرضاعة الطبيعية - وهذه أحد مناشطه في خدمة المجتمع. هو يعرف إمكاناته فلا يقدم رأيه في التعليم والصحة والسياسة والاقتصاد وبسطات الخضار دفعة واحدة كما تفعل وتتصارع التيارات الأخرى، لا هو بطبعه صامت يراقب ويأكل من صحنه فقط. مشاركات الحزب في الحركة السياسية والثقافية والاجتماعية: • قدم الحزب صحونا من الكبسة لكل المخيمات المشاركة في الانتخابات البلدية، واتضح فيما بعد أن صحون الكبسة كانت أهم حدث جلب كل المصوتين.! • شارك الحزب في كل المناسبات والضيافات الخاصة، وكان منظر «البعير» حاضرا وبقوة على كل الصحون. • ساهم الحزب في تكبير «كرش المواطن» حتى أصبحت علامة مميزة! • زرع الحزب عادات وتقاليد «كبساوية» خاصة فيه، كعادة أكل الكبسة صباح أول يوم من العيد. • قدم الحزب الثقافة للعالم من خلال الصحن الدائري الذي يتحول لطاولة نقاشات متعددة. • قدم الحزب دعما لانهائيا للتكتلات والجماعات المساندة كجماعة «أعواد الأسنان» او جمعية التيوس العالمية أو منظمة البعير المبتسم أو حتى مؤتمر حبات الرز الطويلة! • أزال الحزب «الهوة الثقافية» بيننا وبين الغرب بل ردمها ردما من خلال مؤتمره السنوي: الكبسة الوطنية بأيد أوروبية! • طرح الحزب عدة خلطات تجمع الثقافات المتعددة في الكبسة وذلك بمساندة من «فريق القدر الكاتم». • كسر الحزب فكرة «غير صالح للطبخ او الهضم» حيث قدم الكبسة بجميع أصناف الحيوانات الزاحفة والبرمائية والطائرة - كبسة دجاج - حمام- سمان - ضبان - حاشي - سمك - جرابيع - تيوس. • ساعد الحزب أبناء الشعب على تكوين ثروات طائلة من وراء مطاعم «البخاري والمندي». • طرح الحزب فكرة لرعاية «الانتخابات» في جميع فروع مطاعم المندي!. رأي الحزب في صراع التيارات الفكرية التيارات هنا تم اختزال جل صراعاتها في - المرأة - «هناك من يعريها لينتصر وهناك من يركلها ليكسب الجولة!»، نحن في الحزب لدينا تعامل ديمقراطي حيث سلمناها كل العمليات الإدارية في الحزب بداية من تقطيع اللحم وحتى إعداد السفرة وإعلان وقت الطعام.. وهذا ببساطة يعني أنها من أسياد الحزب وهرم كبير لا يمكن تجاوزه أو اللعب بمشاعره.. وإلا فسنضطر للاستعانة بخبير أجنبي ونطلب من المطعم! خمس قواعد يدعو لها الحزب: 1 - كل من صحنك.. ولا تهتم لصحون الغير. 2 - لا تشبع.. كل حتى «لا تشبع»! 3 - اعبد ربك.. واحمد الله على قدرك اللي تطبخ فيه لحمك ورزك. 4 - المرأة كائن حي مثلك.. لم تخلق لملء بطنك. 5 - الكل يستطيع أن يطبخ كبسة.. لكن هناك «كبسات لا تؤكل» مدونة سفر بن عياد http://fkker.blogspot.com