قبل خمس سنوات كان النصراويون منشغلين بالفريق الأول ولا يعرفون سواه إلا عددا قليلا يعتبر شاذا لا يقاس عليه، حتى صحوا على حادثة «الكراتين» التي استخدمها لاعبو شباب النادي كواق من الإصابات في إحدى المباريات نتيجة الإهمال الإداري آنذاك ومعها خرجت معاناة الفئات السنية في النادي ونوعية البيئة التي يصدر منها لاعبو الفريق الأول، حتى جاءت إدارة الأمير فيصل بن عبدالرحمن وتولى معه الأمير الوليد الاهتمام بذلك القطاع. في بداية المسيرة كان هناك بذخ مالي في عقد الصفقات استفاد النصر منها وتعلم، تبنى رجال مثل عمران العمران دعم تلك الفئات وتوفير الاهتمام لها مع أجهزة إدارية شابة شاركتهم المهمة وبدأت في البحث، وفي منتصف الطريق ظهر الداعم و«المؤسس التطويري» لهذه الفئات الدكتور أيمن باحاذق الذي ارتقى بتطلعاته مع هذه الفئات لمستويات لم يتوقعها أحد، في صيف مضى تبنى في أول دعم له إرسال مواهب من الفئات السنية للبرازيل إلى أكاديمية زيكو ليصقلوا مواهبهم وكانت هذه الفكرة لتستمر موسميا لولا رؤية القريني الذي كان يخشى، كما برر، من أن تكون هناك تفرقة بين اللاعبين في هذه البعثة، ومع احترامي لرأيه وحرصه الذي بسببه هُوجم بشدة خشية من فقدان الداعم، أتمنى أن تعيد إدارة النادي النظر في ذلك الموضوع وتتبناه مجددا. لم يتوقف الدكتور عن ذلك الحدث ليتابع تصفيق الجمهور من حوله، بل أسس منشآت للفئات السنية وملاعب على مستوى محفز ومحافظ في نفس الوقت على هؤلاء المواهب، فهناك قاعات تعليمية ومحاضرات تربوية وطبية ومعسكر مجهز بالكامل للحفاظ على هذا القطاع، بمعنى أنه أوجد البيئة المحفزة والمحافظة التي كان ثمارها بطولات موسمية للفئات السنية كان آخرها بطولة الدوري للناشئين. أتمنى أن تحافظ الإدارة على هذا المفكر وأن تفتح معه جسورا وتوطد أمورا فهو مخلص جاء من المدرج بلا موعد ولا تجهيز ليقدم كل ما يملك لهذا القطاع، ساندوا مثل هذا الفكر ولا تتركوه وحده ولا تحجموه أو تقصوه، فمثل هذه الشخصية الحكيمة من الصعب الحصول عليها في النصر تحديدا.