أوضح إمام وخطيب المسجد الحرام في مكةالمكرمة الشيخ الدكتور سعود الشريم، أن هذه البلاد، حرسها الله، قد ضربت مثلا في الصلة والتلاحم بين قيادتها وعلمائها وأفرادها ووقفت في خضم الأحداث موقف المسؤولية والشعور بالخطر. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد الحرام أمس، إن مما حذر منه الرسول، صلى الله عليه وسلم، أمته الفتن التي تكون في آخر الزمن وتكاثرها وترادف حلقاتها والغواسق التي تحيط بالناس والمجتمعات من كل جانب. وبين الشريم أن الشريعة الغراء جاءت حاضة على المبادرة والمسارعة بالأمور الدافعة للمكاره قبل أن تحل بالمرء والمجتمع «مبدأ الوقاية خير من العلاج شامل لكل شؤون الحياة، وأن من الخطأ الصريح قصره على المجال الصحي فحسب، بل إنه يمتد إلى المجال الغذائي والعلمي والفكري والإعلامي والاقتصادي والسياسي على حد سواء، وأن الجهد الذي يبذل في الوقاية ينبغي أن يكون أسبق وأن ينال اهتمام جميع الفئات في المجتمع». وأضاف «إن ذهول الكثيرين منا تجاه ما يقع في هذه الآونة من مستجدات لم يكن عائدا إلى تدن في مستوى ذكاء عموم المجتمعات أو لضعف في آليات الإنذار المبكر بقدر ما كان سبب إهمال مبدأ الوقاية وتوفير أسبابها واستحضارها واستحضار حكمها لأن الإفراط في الأمن من المتغيرات هو مكمن الخوف والخطر، كما أن الحذر المفرط مكمن الجمود والبلادة وتأخر المسير، وخير الأمور في ذلكم الوسط». وذكر الشريم أن أحسن أحوال العظة والعبرة ما كان متزامنا مع سببها لكون الاستعداد النفسي أبلغ في مقابل قوة الحدث وإلا وقع السهو والنسيان، وكل ذلك لتكون العظة والعبرة داعية إلى الاستباق الآمن من الوقوع في مثلها. وحذر من أن يتسلل البعض لواذا بداء التسويف في زمن يتحتم فيه العزم والعمل على التهذيب والتربية على مبدأ الوقاية الذي ينقل من السوء إلى الحسن ومن الحسن إلى الأحسن. وفي المدينةالمنورة، أوضح إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي، أن جماع الخير كله الأعمال الصالحات وجماع الشر كله الأعمال السيئات.