هناك قيمة في كل إنسان.. تزيد وتنقص بقدر ما في أعماقه من الحاجة.. إلى التشكي والتململ.. هي حاجة عاطفية ليس إلا.. ربما لو رأينا بعين الحقيقة واقعنا لوجدنا أننا نعيش في رغد من العيش.. لا يوجد ما ينقصنا... صحة وعافية وأمن وطمأنينة وسكينة.. لكننا نريد أن نحقق الثراء والمجد والشهرة والجمال والتميز ولو نقص أحدها لوجدتُنا نتذمر نتأفف نشكو الحال وربما يلعن بعضنا الأحداث التي ساقتها الظروف التي أوصلته الحالة التي يعيش فيها.. أعتبر بحق أنها استنزاف للطاقة.. في المرء طاقة عملية إما أن يوجهها إلى العمل وجني المنافع وتحقيق الأهداف أو يوجهها نحو إلقاء اللوم على ما حوله أو محاولة تبرير أخطائه والتفكير بكيفية تبرير مستقبله أيضا كما يفعل دوما بماضيه أو الشكوى! يقول أحدهم: «جئتُ جديدا إلى عمل ومذ دخلتُ بيئة العمل وأنا أشاهد أحد الموظفين في حالة تذمر مستمر.. أنا كنتُ الآمر الناهي.. أنا أخذت قبل سبع سنين «ممتاز» وكنتُ أعمل بكافة الأعمال.. أنا وأنا.. وغيرها من المبررات الواهية التي أصبحت ورقة محروقة بعد فترة.. ما السبب في تأخرك وتباطئك وتقاعسك يا صاح؟.. المدير خذلني وأعطاني في يوم ما «مقبول».. وبعد ذلك؟ لا شيء، صرتُ كما ترى لا أهش ولا أنش! حسن.. سنعتبر الماضي تاريخ نسجله في الورق وننسى ما مضى.. دعنا من التفكير في السابق وركّز على حاضرك.. وعادت حليمة لعاداتها القديمة واكتشف مديره الجديد أنه كان لا يستحق حتى الامتياز الذي تفضل به مديره السابق قبل ذلك في إحدى السنوات!». محاولة استجلاب العاطفة أو تجييش الأحاسيس معك وجعل الأنظار تلتفت إليك والقلوب تنزف ألما لسماعك.. محاولة بائسة بليدة.. بعض الناس حياتهم دائما قائمة على استجلاب العواطف.. تتكرر المحاولات دائما.. أنا مسكين.. هل تصدق أني أعرف رجلا تاجرا عمره قريب من الستين.. كلما رآني قال باستعطاف مضحك.. أنا يتيم! أضحك عليه وأقول الأيتام يقبعون في دار مخصصة لهم لا يأتون ليأخذوا إيجار محال! مدونة محمد الصالح http://mhalsaleh.net/