يشهد العالم وتيرة متسارعة من النمو والتطور في مجال تقنية الاتصالات والمعلومات، أسهمت في توسع خدمة الإنترنت وتشعبها وارتباطها بمختلف مناحي حياتنا اليومية بدءا من أبسط الأمور مثل التواصل والترفيه وانتهاء بالمعاملات الحكومية وإجراءات السفر. وفي هذا الصدد بدأنا نلمس توجها عاما من الجهات الحكومية والإدارات المدنية في عدد من الدول لتطوير وتفعيل خدماتها إلكترونيا لمواكبة هذا التطور العالمي الساعي لبناء مجتمع معرفي إلكتروني متكامل يعرف بمصطلح الحكومة الإلكترونية التي يعد تحقيقها واحدا من أهداف المملكة للرقي بالخدمات المقدمة لقاطنيها من مواطنين ومقيمين. ماذا يقصد بالحكومة الإلكترونية - E-government؟ هي النسخة الافتراضية من الحكومة الفعلية، وهذا أبسط تعريف لها، إذ تتعدد التوصيفات والتعريفات لهذا المفهوم لكنها جميعا تتفق على أن هذا المصطلح يطلق على استغلال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، خصوصا الإنترنت في تطوير وتحسين الخدمات المقدمة من الجهات الحكومية ومؤسسات الدولة لمختلف فئات المجتمع من أفراد ومؤسسات تجارية، ويتم ذلك من خلال عدة مشروعات ومراحل تسعى لتحقيق جملة من الأهداف، من أهمها: - توفير البيانات والمعلومات من لوائح وأنظمة عن مؤسسات الدولة لتكون في متناول المستفيدين من أفراد وشركات. - خلق بيئة آمنة وفعالة لإنجاز المعاملات الحكومية بأسرع وقت وأقل تكلفة ممكنة عبر مختلف المنافذ الإلكترونية عوضا عن الذهاب إلى الدوائر والمكاتب الحكومية. - تطوير العلاقات مع المواطنين وقطاع الأعمال وبين مختلف الجهات الحكومية للوصول إلى استخدام أمثل للموارد الحكومية ولضمان جودة الأداء. يسر.. برنامج التعاملات الحكومية الإلكترونية ويعد هذا المفهوم من أحدث الأنظمة التي تتبناها المؤسسات الحكومية في مختلف أنحاء العالم منذ إنشائه عام 1992، إذ يعتقد أن أول استخدام لمصطلح «الحكومة الإلكترونية» ورد في خطاب الرئيس الأمريكي بيل كلينتون آنذاك، إلا أنها لم تتحقق بصورة ملموسة إلا مع نهاية 1995 حين بدأت هيئة البريد المركزي في ولاية فلوريدا الأمريكية تطبيقه على إدارتها، لكن الميلاد الرسمي لهذا المفهوم كان في مؤتمر نابولي بإيطاليا في شهر مارس من عام 2001. وعلى الصعيد المحلي، شهد عام 2003 الانطلاقة الأولى لبدء مشروع الحكومة الإلكترونية، إذ صدر الأمر السامي الكريم المتضمن وضع خطة لتقديم الخدمات والمعاملات الحكومية إلكترونيا من قبل وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات لتحول نحو مجتمع المعلومات. ومن أجل تحقيق هذا التطلع، شاركت الوزارة كلا من وزارة المالية، وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات لإنشاء موقع يسر www.yesser.gov.s الذي يتضمن برنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية، الذي يهدف إلى رفع إنتاجية وكفاءة القطاع العام، وتقديم أفضل الخدمات وتيسيرها للأفراد ولقطاع الأعمال، وزيادة عائدات الاستثمار، وتوفير المعلومات المطلوبة بدقة عالية وفي وقت قياسي. وتعتمد نتائج هذه التطورات على سرعة التمكين والتحفيز لتطبيق التعاملات الإلكترونية الحكومية، وتقليل المركزية في تطبيقها مع وضع الحد الأدنى من التنسيق بين الجهات الحكومية. بوابة سعودي.. المدخل للتعاملات الإلكترونية الحكومية وضمن السعي لتحقيق هذه الأهداف، أنشئت البوابة الوطنية للتعاملات الإلكترونية الحكومية «سعودي» www.saudi.gov.sa لتكون بمثابة الدليل الإلكتروني الذي يمكّن المواطنين والمقيمين والشركات والزوار من الاطلاع على أحدث الخدمات الإلكترونية الحكومية في المملكة، ويتيح لهم الاستفادة من نحو ألف خدمة إلكترونية مقدمة من 100 جهة حكومية. ويتم ذلك إما بالتكامل مع جهات حكومية أخرى، أو عن طريق توفير روابط المواقع الإلكترونية لتلك الجهات ولخدماتها على البوابة. ومن الواضح أن تصميم واجهة البوابة يراعي البساطة والوضوح، فهي مقسمة إلى جداريات متعددة ومصنفة بحسب الخدمات المقدمة لتتيح للمستخدم الاطلاع على جميع الخدمات المتوافرة بالموقع والبحث فيها بكل يسر وسهولة. وإضافة إلى ما سبق، يتضمن الموقع معلومات قيمة عن المملكة ونظام الحكم والمشاريع التنموية والأنظمة واللوائح، مع استعراض لآخر أخبار وفعاليات البلاد. الشبكات الاجتماعية.. لا نصيب لها ورغم كل هذا الزخم الذي تتسم به هذه الخدمات الحكومية الإلكترونية، إلا أنها لم تسع إلى تكثيف نشاطاتها على الشبكات الاجتماعية الشهيرة التي تحظى بمتابعة من جمهور عريض وشرائح متعددة من السعوديين والمقيمين، إذ يقتصر حضور هذه الخدمات على مواقع التواصل في نشر روابط للمواقع عوضا عن تزويد المستخدمين بآخر أخبار ومستجدات المنشآت الحكومية والتوعية بالقوانين واللوائح. لكن الاستثناء الوحيد يتمثل في برنامج يسر للمعاملات الحكومية @YesserProgram الذي نجح في تنشيط خدماته عبر مختلف الشبكات الاجتماعية بعد تأسيس حساب في أربعة مواقع هي «تويتر – فيس بوك – لينكد إن – ماي سبيس» التي تزود المتابعين بآخر أخبار ومستجدات البرنامج. وتوضح المواقع التالية أبرز الخدمات المدشنة أخيرا وتزامنت مع عدد من التغيرات الوزارية والقرارات التي لامست احتياجات المجتمع السعودي، من أحدثها: - ابشر.. خدمة الجوازات الإلكترونية ( www.epassport.gov.sa ) أطلقتها المديرية العامة للجوازات الأسبوع الماضي لخدمة المواطنين والمقيمين على السواء، لتمكينهم من إتمام المعاملات منزليا بعد التسجيل في البوابة وتفعيلها بالحضور شخصيا لمرة واحدة إلى مقر الأحوال المدنية «للمواطنين» أو الجوازات «للمقيمين»، مع إثبات الهوية لإكمال عملية التسجيل، تمهيدا لتحديث البيانات وتنفيذ المعاملات الإلكترونية التي تقتصر حاليا على: إصدار تأشيرة خروج وعودة، إصدار تأشيرة خروج نهائي، الاطلاع على معلوماتك الشخصية، إضافة إلى معلومات منوعة يقدمها الموقع عن اللوائح والتنظيمات الخاصة بالجوازات. - الانتخابات البلدية.. شارك في صنع القرار intekhab.gov.sa خدمة مقدمة للمواطنين من قبل اللجنة العامة لانتخابات أعضاء المجالس البلدية، تمكنهم من الاستعلام عن البيانات الشخصية المتعلقة بهم والتأكد من تسجيل أسمائهم في كشوفات القيد، عوضا عن الطريقة التقليدية التي تتم عبر زيارة المركز الانتخابي المسجل فيه، كما يستعرض الموقع العديد من المعلومات مثل الخطة الزمنية للانتخابات، ومصطلحات انتخابية، وقوائم المرشحين، ومراكز الانتخابات. - حافز.. البرنامج الوطني لإعانة الباحثين عن العمل www.hafiz.gov.sa الموقع الإلكتروني الخاص بالتسجيل في البرنامج الوطني لإعانة الباحثين عن العمل «إعانة بطالة». - لوحة معلوماتي eservices.moi.gov.sa خدمة تقدمها وزارة الداخلية للمواطنين لتتيح لهم التأكد من بياناتهم المسجلة لدى الوزارة، تشمل البيانات الشخصية، وبيانات العنوان، والتابعين، والمكفولين، ورخص القيادة، والمركبات، والمخالفات المرورية، والاستقدام، والجوازات، وسجل السفر. - الحجز الإلكتروني للمواعيد بالأحوال المدنية خدمة أخرى تقدمها وكالة وزارة الداخلية للأحوال المدنية تتيح لمراجعي الأحوال المدنية بوزارة الداخلية التقدم بطلب إلكتروني لحجز موعد لإجراء خدمة معينة، ولا تستلزم سوى تسجيل رقم الهوية وتاريخ الميلاد، ثم الضغط على رابط الخدمة للاختيار بين «عرض مواعيدي» أو «حجز موعد»