كان من الممكن أن يمر تصرف اللاعب حسين عبدالغني بتعليقات بسيطة «سواء رافضة أو مؤيدة» كحدث عادي متوقع «قياسا بظروفه وتوقيته».. لكن الغريب هو أن موضوع «عدم المصافحة» تحول من حدث عادي إلى قضية رئيسية المقصود منها بالطبع حسين ذاته..! شخصيا أؤيد ما قام به عبدالغني ولو كنت مكانه لما ترددت لحظة في اتخاذ ذات القرار، وإذا كان هناك من سيعلو صوته «وكأنه أمسك بحجة لا تقهر» قائلا: وماذا عن تصرف حسين في المباراة الماضية حينما رفض؟ فالجواب بكل بساطة أنه تصرف خاطئ، لكن ربما تكون له أسبابه. لا أبرر لحسين، ولا أمتدح تصرفاته، فلطالما انتقدت انفعاله الدائم ومعظم تصرفاته الطائشة، لكن رفضه الأخير لمصافحة رادوي كان منطقيا جدا؛ لأن ما قاله اللاعب الروماني وما تلاه من طرح إعلامي، كلها عوامل كانت تقول لحسين عبدالغني «كما قال كليب لشقيقه الزير»: لا تصالح..!! أغرب التعليقات التي قيلت كان تعليق النجم الخلوق محيسن الجمعان حينما وصف تصرف حسين بأنه «حركات بزران».. وهي كلمة ما كان لها أن تصدر عن أمثال أبوعبدالإله حتى لو كانت وجهة نظره سليمة 100% ، ما بالك وهو على خطأ. الغريب أن هناك من انتقدوا «مجرد تسديدة» عبدالغني التي ارتطمت بجسم رادوي، ولم يتحدثوا عن «حركة المصارعين» التي طبقها رادوي مع عباس ومرت دون عقاب، كما لم يتطرقوا إطلاقا «للضرب المتعمد دون كرة» الذي قام به لي ضد الزيلعي إثر شد الأخير ليد الكوري بقوة. لست مع أحد ضد أحد، لكني مع ما أعتقد صوابه، والمشكلة أن البعض ينظر للاتجاه السائد فإن كانت «الموجة» هي انتقاد حدث بسيط «ركب الموجة» فانتقد الحدث وضخمه، أما إذا كان التوجه السائد هو تجاهل حدث كبير فيتجاهله وكأنه لم يكن؛ لذا جاءت معظم الآراء المطروحة «مع التيار» لا «مع الحقيقة»!!