سيرجي بوسكيباليس جريجوري دوبريجين إيليا سوبوليف تمثيل: سيناريو وإخراج: أليكسي بوبوجريبسكي النوع: دراما اجتماعية يسرد فيلم «كيف أمضيت الصيف» برمزية عالية وبالاتكاء على الصورة وفلسفتها لتشكيل ما يقارب الرواية السينمائية، وقائع عالم كامل من العلاقات في المجتمع الروسي، وخصوصا علاقة وصراع الأجيال، وما يتبع ذلك من تشويهات عاطفية داخلية تدخل جميعها في منحيات «سوء فهم» طبيعة المشاعر والعواطف بين جيل قديم تربى على منظومة ممنهجة من تقديس العمل وتحمل صروف الحياة، وجيل جديد نزق أخذته المدنية وسرعة العصر واستهلاكية أفكاره. تدور الأحداث في الجانب المقفر من القطب الجنوبي عبر قصة رجلين يعملان في مصلحة الأرصاد الجوية الروسية «سيرجي» و«بافل» حيث يشعر «سيرجي» الذي أمضى عدة أعوام في محطة للأرصاد الجوية بكآبة وحنين وتوق للعودة إلى زوجته وأسرته، فيما يبدو زميله «بافل» الأصغر سنا مستمتعا بوقته وبألعاب الفيديو والاستماع للموسيقى في هذه المحطة كونها تشكل أولى مغامراته بعد الدراسة. إلى أن يقرر «سيرجي» ذات يوم الذهاب في رحلة لصيد السمك تاركا ل«بافل» إدارة المحطة ريثما يعود، لكن الحدث الذي سيغير هدوء الأحداث هو استلام بافل لرسالة لاسلكية مفجعة تعلن عن وفاة زوجة سيرجي وابنه في حادث، وأن سفينة تتجه إلى المحطة لاصطحاب سيرجي، وهنا يقرر بافل إخفاء الحقيقة عن صديقه. وبينما تزداد معاناة بافل من جراء إخفاء الحقيقة، تسيطر الكآبة على سيرجي بسبب الحياة الانعزالية التي يعيشها ويتوق للعودة إلى أسرته، ما يدفعه إلى الهروب من المحطة، لكن بافل يتلقى الأوامر من المركز الرئيسي للانطلاق بحثا عن سيرجي، ما يدفع هذا الأخير لملاحقة بوليسية لصديقه الشاب تنتهي بنهاية تراجيدية عبر رد بافل على أسلوب زميله بتلويث مؤونته من الطعام بأشعة نووية قاتلة يندم عليها بافل بعد فوات الأوان. استوحى المخرج « أليكسي بوبوجريبسكي» صاحب «أشياء بسيطة» و«الطرقات المؤدية إلى كوكتبيل» فيلمه هذا من مذكرات «ن.ف. باينجن» الذي رافق المستكشف الروسي «جيورجيو ج. سيدوف» في مغامرته للوصول إلى القطب الشمالي في عام 1912. وليصوغ فيلمه ضمن بانوراما بصرية عالية المستوى من خلال الاعتماد على تعبيرية اللقطة واتساع الكوادر واللقطات الطويلة الصامتة والمركزة على الطبيعة المحيطة، التي أعطت شاعرية بصرية استثنائية ثم عبر اللقطات القريبة والمتوسطة لوجهي بطلي الفيلم.