عادت أمريكا مرة أخرى إلى مقعد القيادة في حرب الغرب على الزعيم الليبي معمر القذافي، ببطء ولكن بثبات. وتحدث وزير الدفاع روبرت جيتس عن «مساهمة متواضعة» لحملة حلف شمال الأطلسي الناتو الجوية ضد النظام. ولكن ينبغي ألا تخدع عبارات التواضع هذه أحدا. فالقرار الذي اتخذته بلاده، لنشر طائرات بلا طيار لدعم مواقع المتمردين الليبيين، هو تطور بالغ الأهمية في الصراع، بعد أن اقتنعت واشنطن بأن الإطاحة بالقذافي تتطلب مزيدا من قوة النيران من جانبها. وكانت واشنطن سلمت قبل أسابيع قليلة، الدور القيادي في الحملة إلى الحلف، مسلمة في الواقع مهمة الإطاحة بالقذافي إلى بريطانيا وفرنسا. ومنذ ذلك الحين تعطل تقدم المتمردين. وبينما سيكون قيام واشنطن بدور أكبر في الحملة مصدر ارتياح كبير لديفيد كاميرون ونيكولا ساركوزي، وكلاهما الآن يشعران بالتأكيد بالأسف من حديثهما الواثق من قبل عن تغيير النظام، سيشعر الرئيس باراك أوباما بالكثير من الهواجس. هناك حفنة من كبار الساسة في أمريكا، مثل السناتور الجمهوري جون ماكين، الذي زار بنغازي، من دعاة التدخل إلى جانب التحالف الغربي للإطاحة بالقذافي. أما بخلاف ذلك، فإن قضية ليبيا لا تجد اهتماما كبيرا من جانب الجمهوريين أو الديمقراطيين، أو مع الجمهور بصفة عامة. ولم يكن ينظر إلى ليبيا في السياسة الأمريكية إلى أنها تتمتع بأي أهمية استراتيجية، ولهذا السبب لم يعترض أحد على قيام إيطاليا - الأقل قوة من بين القوى العظمى في مطلع القرن ال20 – باحتلال ليبيا قبل الحرب العالمية الأولى. ولا تتمتع ليبيا في سياسة واشنطن الخارجية بموقع بارز على سلم الأولويات. ومع ذلك، فقد خلص أوباما على مضض بأنه ليس من الممكن السماح بفشل حلف شمال الأطلسي في ليبيا، وأنه إذا لم تضطلع أمريكا بدور أكبر فمن الممكن أن تنزلق البلاد إلى الهاوية. وأخيرا، دعونا نتطلع بأمل إلى أن تتمكن الطائرات الأمريكية بدون طيار من تسريع القدرات العسكرية لضرب قوات القذافي والتخفيف من الحصار على مصراتة وتقليص قبضة القذافي على طرابلس للحصول على فرصة بشأن التفاوض لوضع نهاية للصراع ورحيل العقيد.