يمثل السقوط المتوقع لمعمر القذافي دعما قويا لاستراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما المثيرة للجدل والمنهجية في ليبيا وسط الانتقادات الكثيرة التي توجه إلى البيت الأبيض. وعلى الرغم من أن نهاية حكم القذافي قد تضرب الانتقادات التي تسخر من الرئيس الأميركي وتتهمه باعتماد مقاربة «القيادة من الوراء» التي تعتمد على تحريك الثورات العربية في السر، إلا أنها قد تمنح السياسة الأميركية نوعا من الانفراج العابر في ظل الهاجس الاقتصادي للأميركيين. ويتوقع المحللون بروز حقل الغام جديد يتعلق بالطريقة التي ستتعاطى من خلالها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها مع دولة مقطعة الأوصال قام القذافي بالقضاء على مؤسساتها وسط ضبابية حيال الخلافة السياسية للزعيم الليبي. ويشكو خصوم أوباما ومنهم السناتور الجمهوري جون ماكين من أداء أوباما في النزاع الليبي اذ يتهمونه بأنه أبدى ترددا في المحاربة وأطال أمد الصراع من خلال تخليه عن قيادة العمليات العسكرية الجوية لحلفاء الولاياتالمتحدة. إلا أن مساعدي أوباما يبررون ذلك بالقول إن استخدام حلف شمال الاطلسي لحماية المدنيين الليبيين واعطاء الفصائل المختلفة المنضوية تحت لواء الثوار الوقت للتكتل، سمح لليبيين بتحرير انفسهم. كما تجنب اوباما حصول اي خسائر عسكرية اميركية او دخول الجيش الاميركي في مستنقع حرب جديدة في دولة مسلمة. من جانب آخر أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن الولاياتالمتحدة نفذت 5316 طلعة جوية في ليبيا منذ بداية العمليات العسكرية في هذا البلد، ما يشكل نحو 27 في المئة من مهمات الحلف الأطلسي. وكانت واشنطن قادت العملية قبل أن تنتقل هذه القيادة إلى الحلف الأطلسي. ومنذ الأول من نيسان/ابريل، اكتفت بدور داعم للحلف ووضعت في تصرفه طائرات إمداد واستطلاع.