رفض مجلس النواب الأمريكي أمس نصًا يجيز تدخلًا عسكريًا للولايات المتحدة في ليبيا، في تصويت يشكل نكسة كبرى للرئيس باراك أوباما. ورفض الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الانتقادات التي وجهها وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس لدور أوروبا في الحرب في ليبيا، قائلًا إن حلفاء واشنطن «يؤدون المهمة». وافادت صحيفة وول استريت جورنال استنادًَا إلى مسؤولين امريكيين أن معمر القذافى ينوي جديًا مغادرة طرابلس هربًا من غارات الأطلسي الجوية. يأتي ذلك فيما اعلن محمود شمام الناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي في مقابلة مع صحيفة لوفيغارو انهم اقاموا اتصالات غير مباشرة مع ممثلي نظام طرابلس وتحدثوا عن امكانية بقاء القذافي في ليبيا اذا تنحى عن السلطة. وفي التفاصيل رفض مجلس النواب الأمريكي، الذي يشكل فيه الجمهوريون الاغلبية، النص الذي يجيز التدخل العسكري الأمريكي في ليبيا بأغلبية 295 صوتا مقابل 123 صوتا. وسيقوم النواب على الاثر بالتصويت على قرار يهدف إلى تقليص حجم التحرك العسكري الأمريكي إلى جانب دول الحلف الاطلسي في ليبيا. وقد تصاعدت اللهجة هذا الاسبوع في الكونغرس حيث يشعر عدد من النواب بينهم ديموقراطيون بالغضب لان الرئيس لم يطلب رأي الكونغرس قبل أن يأمر في اذار/ مارس الماضي بشن غارات جوية على نظام العقيد معمر القذافي. من جهته رفض الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الجمعة الانتقادات التي وجهها وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس لدور اوروبا في الحرب في ليبيا قائلا ان حلفاء واشنطن «يؤدون المهمة». ويأتي هذا الجدل كأحدث مؤشر على تصاعد التوتر بين الحلفاء في حلف شمال الاطلسي بشأن حملتهم العسكرية الرامية للإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي حيث رفضت بريطانيا وفرنسا ودول اخرى دعوة ايطاليا الاسبوع الماضي لوقف العمليات العسكرية للسماح بتقديم المساعدات الانسانية. وتفجر هذا الجدل في وقت يواجه فيه الرئيس الأمريكي باراك اوباما ضغوطًا داخلية بشأن مشاركة الولاياتالمتحدة في الحرب حيث يصوت اعضاء مجلس النواب قريبا وربما اليوم الجمعة على مقترح بقطع التمويل عن العمليات الحربية الامريكية في ليبيا. وقال ساركوزي في قمة للاتحاد الاوروبي في بروكسل: «كان من غير الملائم أن يقول السيد جيتس هذا.. والأكثر من هذا أنه خطأ محض بالنظر إلى ما يحدث في ليبيا». هناك بالتأكيد لحظات أخرى سابقة كان يمكنه أن يقول فيها هذا.. لكن ليس في الوقت الذي تولى فيه الأوروبيون زمام القضية الليبية بشجاعة ولا في الوقت الذي تؤدي فيه فرنسا وبريطانيا مع حلفائهما المهمة إلى حد كبير». إلى ذلك افرج الزعيم الليبي معمر القذافي عن العشرات من أنصار المعارضة وسمح لهم بالعودة بحرا إلى بنغازي في خطوة قد تشير إلى بدء محادثات اوسع بين الجانبين. وفي تبادل توسط فيه الصليب الاحمر رست سفينة تقل نحو 50 رجلا احتجزتهم القوات الموالية للقذافي في غرب ليبيا في ميناء بنغازي ومعهم مئات من النازحين. وقالت ديبة فخر المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بنغازي «هؤلاء اغلبهم مدنيون... ومن بينهم 51 شخصا احتجزتهم طرابلس لكن الحكومة افرجت عنهم لذا اعدناهم مرة أخرى». وقالت وهي تشير إلى السفينة التي زينتها اعلام الانتفاضة الشعبية وشعارات الصليب الاحمر إن عدة مئات من الاشخاص من بينهم 66 محتجزا سابقا سيعودون من طرابلس على رحلتين. وقالت ان 110 من سكان طرابلس حوصروا في الشرق سيسمح لهم بالابحار عائدين إلى العاصمة. وذكرت مصادر في المعارضة أن التبادل يشير إلى ضعف القذافي ورغبته في الحوار بشأن طرق انهاء الحرب التي بدأت في فبراير شباط. وقالت المعارضة إن محادثات غير مباشرة تدور مع طرابلس بشأن تسوية سياسية محتملة للصراع تتضمن تنحي القذافي والتمهيد لاختيار قيادة جديدة. وقال مصدر بالمعارضة: «هذا الافراج من جانب القذافي يظهر انه ضعيف ومستعد للتنحي... هو الذي يبادر بهذه المحادثات. والا لماذا حدث ذلك؟». وعلى صعيد متصل قال متحدث باسم المعارضة انها افرجت عن خمسة من انصار القذافي واعادتهم إلى الغرب في وقت سابق. ومع رسو السفينة هللت حشود من سكان بنغازي ولوحوا بأعلام المعارضة الذي يعود إلى الحقبة الملكية في ليبيا.