أن يكون الطفل يتيما لا يعني أن يكون فاقدا لوالده فقط، بل إن حقيقة معاناة اليتم تمتد إلى ما هو أعمق وأقسى من ذلك، فهو خسارة للعاطفة، للاهتمام، للمشاعر الدافئة، للحرص وللأبوة، ولأن أكثر من استشعر ذلك الفقد وتلك الخسارة هو سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم فإنه قد بين منزلة كافل اليتيم الذي يعوضه ما نقصه، والتي بدت من أعظم المنازل رفعة حينما قال: «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين» وأشار بالسبابة والوسطى.. لذلك نجد الكثيرين ممن تمتعوا بحب الخير وطمعوا في تلك المنزلة العظيمة يتسابقون في كفالة الأيتام، كل قدر استطاعته، ومن بين أولئك المتسابقين شباب حرصوا على إحياء الخير في نفوس الناس من جديد بأسلوب شبابي مبتكر، فأنشؤوا مشروع خيري تحت مسمى « تويستفل الرياض» يهدف إلى نشر فكرة عمل الخير في المواقع الاجتماعية مثل فيس بوك وتويتر، التي كانت شارة انطلاق المجموعة، وقد تم الاتفاق بواسطة «تويستفل» في أكثر من 200 مدينة من مختلف مناطق العالم على القيام بعمل خيري في يوم مخصص، والذي يوافق يوم الخميس 19 من ربيع الآخر 1432 ه، الموافق ل 24 مارس 2011م. وتركزت أهداف «تويستفل الرياض» حول كفالة اليتيم لمدى الحياة، وذلك بالتعاون مع الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام إنسان، حيث إن الفكرة الأساسية منه تتضمن مساهمة أكبر عدد من الناس في جمع مبلغ مالي قدره 60 ألف ريال سعودي لتأسيس المحفظة الاستثمارية في «صندوق أوقاف إنسان» فيصبح جميع من تبرع كفيلا لليتيم. وقد أتاح المشروع عدة طرق للتبرع حتى يتاح للجميع المساهمة، تراوحت بين نظام سداد «مسبق الدفع» أو التوجه إلى فرع الشمال لجمعية إنسان في مدينة الرياض، أو التبرع من خلال التسجيل في موقع الخير الشامل. إن الجهود الخيرية المخلصة لا تعرف مكانا أو زمانا معينا، و«الرياض تويستفل» مثال ناجح على الاستثمار الأمثل للمواقع الاجتماعية في نشر ثقافة الأعمال الخيرية. أسماء الراشدي