«محل خضردوات».. كان هذا هو عنوان مقال الزميل ماجد بن رائف في زاويته الخميس الماضي، والذي لا أخفي مروره أمام ناظري دون أن أتنبه إلى الخطأ المتعمد في كتابته، بعد أن اعتدت رؤية مثل تلك الأخطاء وأشنع. ومثل تلك الأخطاء التي نشاهد في لوحات المحال والإعلانات والمنشورات ومواقع الإنترنت يمكن التغاضي عنها باعتبارها أخطاء «كيبوردية» نشأت عن تقارب «مخارج» بعض الحروف من بعضها! لكن الأخطاء التي تثير الاستغراب هي تلك التي باتت من الشيوع بمكان يسمح بتعمد كتابتها وحشرها في نص مكتوب بالفصحى، رغم وضوح مخالفتها لأبجديات القواعد الإملائية، والتي «ذهبت مع الريح» ككثير من القواعد التي رُسمت على «الرمل» في العهد الغابر للمرحلة الابتدائية. فالأخطاء التي على شاكلة «لكي، انتي» عند مخاطبة الأنثى، والعودة المجردة إلى مسمى لغة «الضاد» في كلمات ك«انتضار، ضروف» أصبحت مألوفة للعين من كثرة ما تُرى في رسائل الجوال والمنتديات و..و..، حتى أنني بت أشكك في مدى صحة قصدي في الرسائل إذا لم تأتِ كتابة «أنتِ» بالياء العامية اللازمة لإيضاح أنثوية الخطاب. أما حكاية «الضاد» المحورة إلى «ظاء» و«الظاء» المنقلبة إلى «ضاد» فهي متبادلة بحسب المناطق، فنجد غالبية سكان المنطقة الغربية قد اعتمدوا الضاد بدلا عن الظاء تحدثا وكتابةً، ومعظم سكان المنطقة الوسطى عكس ذلك، فيما يراه كل منهم أساسا من أسس اللهجة العامية منكرا على الآخر لحنه اللغوي. أتوقع أنه متى ما طبقنا غرامة مالية على المحال التي تحوي لوحاتها مثل تلك الأخطاء، سيعي أصحابها بشاعة صنعهم في حق اللغة، وسنحمي بقليل جهد جزءا من هذه اللغة، فإذا لم نستطع أن نثري حصيلتنا اللغوية ببديع مفردات لغتنا العربية، فلا أقل من أن نرعى سلامة ما نحوز من كلمات.