لم يتوان استشاري الباطنية في مستشفى الملك خالد الجامعي المشرف على كرسي أبحاث السمنة في المملكة الدكتور عايض القحطاني، في إطلاق لقب جديد على العاصمة الرياض عندما وصفها بأنها «مدينة السّمان»، وعزا ذلك لكونها تحتل المرتبة الأولى في نسبة حالات البدانة وزيادة الوزن المنتشرة بين السعوديين بسبب الطابع المدني والبيئي الذي يختلف عن بعض مناطق المملكة. وكشف عن أن هناك إحصاءات توضح أن 70 % من المجتمع السعودي يعانون السمنة وزيادة الوزن، والسمنة المفرطة تتجاوز 40 % في بعض الشرائح، لافتا إلى أن النساء أكثر سمنة من الرجال. واستشهد القحطاني بقصة لواقع محبط من خلال بحث أجراه بصحبة فريق العمل معه استهدف شريحة مكونة من 600 امرأة في أحد المجمعات التجارية في الرياض، ولم يحصل الفريق الطبي على أي امرأة ذات وزن طبيعي، بل الصدمة أن النساء جميعهن كن بدينات «المفاجأة بعد عملنا ليومين في نهاية الأسبوع أننا لم نجد أي امرأة ذات كتلة جسم أقل من 25، وهذا مؤشر غير صحي»، وذلك ما دفعه للمطالبة بتأسيس أندية رياضية للنساء «المرأة مهضوم حقها من ناحية النشاط البدني ولا بد من إنشاء أندية خاصة بهن لمزاولة الرياضة مع ما يتوافق مع قيمنا وعاداتنا وديننا، فثقافة الرياضة معدومة لدى كثير من النساء للدرجة التي تدفعهن لوصف بعض من يمارسن الرياضة من بنات جنسهن بالمجنونات». كما برأ في حديثه ل «شمس» ساحة الأرز و «الكبسة» من السمنة، مسقطا بذلك فرضية الاعتقاد الشعبي، ومعتبرا أنه نوع من النشويات لا يصلح الإفراط فيه «نحن ضد الحمية من الأرز ومع أكله بكميات قليلة شأنه في ذلك شأن النشويات الأخرى، مع تنويع السفرة بالإيدامات والسلطات والفواكه حتى يعطي ذلك إحساسا بالشبع بلا سعرات حرارية عالية». وأبدى القحطاني تذمره من أماكن «المشي»، موضحا أنها بحاجة إلى تغيير، لأنها غير صحية لممارسة أي نشاط بدني لأن الهواء فيها ملوث بعوادم السيارات «عندما تتحرك على ممشى طريق الملك عبدالله فإنك هنا أشبه بمن يدخن علبة سجائر من عوادم السيارات، ونحن نطالب المسؤولين بتوفير ممشى في كل حي، ومكان ركوب للدراجات، وهذه مسؤولية أمانات المدن والبلديات، فنحن بحاجة إلى إعادة تخطيط لوضع الأحياء». وقال إن منظمة الصحة العالمية تتوقع في 2015، وفاة ما يزيد على مليوني شخص بأمراض ذات علاقة بالسمنة، لأنها مسؤولة عن 70 % من أمراض السكري و 47 مرضا مصاحبا لها، إضافة إلى مسؤوليتها عن 40% من السرطانات. وذكر أن الحملة الوطنية للتوعية بأمراض السمنة تشمل جميع أفراد المجتمع من الفئة العمرية 6 – 60 عاما، وستستمر عاما واحدا، وتتكون الحملة من سبعة عناصر تبدأ بالتقاء الناس في المولات وقياس أوزانهم وتثقيفهم وتوعيتهم من خلال بعض الكتيبات، إضافة إلى عرض أفلام توعوية وثقافية وإطلاع الناس عليها مع التوعية من خلال الشراكة مع الإعلام المرئي والمقروء، ثم قيام فريق الحملة بزيارة 70 مدرسة في الرياض للالتقاء بالأجيال وضخ جرعات تثقيفية لهم .