كشفت صحيفة لوفيجارو الفرنسية، أمس، أن ركود الوضع الميداني في ليبيا يدفع قادة حلف شمال الأطلسي «الناتو» للتفكير في التدخل البري، حسب موقع الجزيرة نت. وأوضحت أن الخطوة الأولى لمثل هذا التدخل تم تدشينها من قبل رئيس لجنة الشؤون الخارجية بحزب «الاتحاد من أجل حركة شعبية النائب أكسل بونياتوفسكي، وهو حزب الرئيس نيكولا ساركوزي الذي يستقبل، اليوم، في باريس رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل. ويرى بونياتوفسكي أن الناتو لن يرسل جنودا مقاتلين، ولكن قوات خاصة تكون مهمتها تحديد الأهداف. يقول بونياتوفسكي إن مثل هذه المهمة لا تتعارض مع القرار 1973 الذي ينص على «اتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية المدنيين»، ولا يتعلق الأمر بقوات احتلال.. ولكن بعدد يتراوح بين 200 و300 عنصر يقدمون دعما يتمثل في تحديد الأهداف التي يجب أن تقصفها طائرات الحلف. ويؤكد بونياتوفسكي أن مثل هذا الإجراء سيجعل القصف الجوي الغربي أكثر فاعلية، كما أنه سيقلل من الأخطاء التي تكرر وقوعها. لكن باريس، التي ترغب في إرسال أسلحة متطورة إلى الثوار، تخشى عامل نقص التدريب لديهم، كما أن هناك مخاوف من وقوع هذه الأسلحة في أيدي «جهات أخرى». وكشفت مصادر قصر الإليزيه أن المباحثات ستتركز على الوضع المتوتر في ليبيا بالإضافة إلى مساعي عملية التحول الديموقراطي. ويترأس عبد الجليل، وهو وزير عدل سابق في نظام القذافي، المجلس الذي يمثل المعارضة في بنغازي. وكانت فرنسا سعت بشدة من أجل الحصول على تفويض أممي لحماية المدنيين في ليبيا. وهي أول دولة تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي. وفي المقابل، أعلنت الخارجية البريطانية أن لندن سترسل ضباطا عسكريين إلى بنغازي معقل المعارضة الليبية بغرض التدريب وتقديم المشورة للثوار، ولن يشاركوا في أعمال القتال. ميدانيا، شنت قوات حلف الأطلسي غارات على العاصمة طرابلس وسرت مسقط رأس القذافي والعزيزية، على ما ذكرت وكالة «جانا» الرسمية. ووصل نحو ألف عامل أجنبي تم إجلاؤهم من مدينة مصراتة إلى بنغازي فيما تواصل قوات القذافي قصفها بالصواريخ والقذائف المدفعية. ونقل 30 جريحا منهم إلى مستشفيات المدينة. وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن آلافا آخرين ينتظرون إجلاءهم من وضع وصفته المنظمة بأنه «خطير على نحو متزايد». وكانت بريطانيا تعهدت بتمويل عمليات إنقاذ وإجلاء أكثر من خمسة آلاف عامل أجنبي محاصرين غربي ليبيا. من جانبه، أكد رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي التزام بلاده بما جاء في محضر الاتفاق الذي وقعته مع مكتب الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، الأحد الماضي، لتسهيل مهمتها فيما يتعلق بالجوانب الإنسانية، وتسهيل تواجدها في طرابلس للتواصل مع السلطات الليبية ومع المنظمات الإنسانية الأخرى، لتنسيق وصول المساعدات الإنسانية. وجدد التزام بلاده أيضا بإيقاف إطلاق النار في مصراتة وتمكين فريق المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة وكذلك فرق اليونيسيف والصليب الأحمر من تقديم المساعدات والخدمات التي تندرج في نطاق عملهم داخل هذه المناطق. وأكد المضي قدما في عمليات ترحيل الأجانب المتواجدين بمصراتة بشكل آمن وعودتهم إلى بلدانهم بكل الوسائل البحرية والبرية. في الوقت ذاته، ذكرت وكالة الأنباء التونسية أن نحو 11 ألف ليبي وصلوا إلى تونس؛ هربا من «القصف العنيف» التي تعرضت له منازلهم جراء القتال الدائر. وأضافت الوكالة أن الليبيين يقيمون في مخيمات أو مع أسر تونسية بالعاصمة أو في بلدات أخرى .