مصراتة، بنغازي، الجزائر، تونس، دبي - رويترز، أ ف ب - قال ناطق باسم الثوار الليبيين إن قوات العقيد معمر القذافي بدأت بعد ظهر أمس إطلاق قذائف مورتر على منطقة في غرب مدينة مصراتة، بعدما أرغمت غارات نفّذها حلف شمال الأطلسي مساء الثلثاء جنود الزعيم الليبي على التراجع من منطقة المرفأ الذي يسيطر عليه الثوار. وأضاف الناطق واسمه صفي الدين ل «رويترز» من المدينة أن قوات القذافي «هاجمت منطقة أبو راوية في غرب مصراتة. ونفذت قصفاً كثيفاً باستخدام المورتر». وكانت القوات الحكومية كثفت في السابق قصفها لمناطق حول ميناء مصراتة الذي يسيطر عليه المعارضون في شرق المدينة. وأعلن أحد القادة العسكريين للثوار أمس أن العقيد القذافي سيقوم بكل ما في وسعه لتدمير مرفأ مصراتة، خط الإمداد الوحيد للثوار الذين يقاتلون منذ أسابيع في هذه المدينة. وصرح العقيد أحمد عمر باني الناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثّل الثوار في شرق ليبيا إلى «فرانس برس»: «المرفأ يطرح معضلة للقذافي ويريد تدميره بأي ثمن». وكان يتحدث غداة تصريحات وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس الذي أشار إلى أن الثوار «احرزوا تقدماً في مصراتة» على رغم قصف كتائب القذافي الثلثاء للمدينة الواقعة على بعد 200 كلم شرق طرابلس. وقال باني إن الثوار على الأرض لا يوفرون جهداً «لإنقاذ وحماية» الميناء الذي قصف الثلثاء بالصواريخ ما أوقع ثلاثة قتلى. وأكد أن استهداف قوات القذافي يبقى صعباً حتى بالنسبة إلى الحلف الأطلسي، لأنها تستخدم على حد قوله المناطق السكنية في ضواحي المدينة لإخفاء الرجال والعتاد. وأضاف «من الصعب أن يعثر الحلف على كتائب القذافي. قواته تبقى بعيدة عن وسط» المدينة، محذراً من أن فقدان السيطرة على الميناء سيكون «كارثة حقيقية» على المدنيين الذين ستنقطع عنهم المساعدات الإنسانية. وحذّر من «انتقام» القذافي من التمرد الذي أطلقته هذه المدينة في 19 شباط (فبراير). وأضاف: «هذه هي ثقافة القذافي: الثأر دائماً الثأر. إذا سقط المرفأ فماذا سيحل بالمدنيين؟» في المدينة. وفي العاصمة التونسية، التقى وزير الخارجية الليبي عبدالعاطي العبيدي امس نظيره مولدي كافي. ولم يتسرب شيء عن مضمون محادثاتهما التي استغرقت ساعتين. وكان العبيدي وصل صباحاً إلى العاصمة التونسية على أن يعود براً إلى ليبيا خلال النهار، من مطار جربة. ودعا الاتحاد الأفريقي الأربعاء إلى وقف أي عملية عسكرية تستهدف مسؤولين ليبيين كباراً، بعد قصف الحلف الأطلسي مكتب القذافي في مجمع باب العزيزية في طرابلس، وهو ينوي تسريع خطواته من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في ليبيا. وأعلنت وكالة أنباء الإمارات «وام» الرسمية أن قائد طائرة مقاتلة إماراتية تشارك في العمليات الجوية في ليبيا اضطر أمس إلى القفز منها لدى هبوطها في قاعدة جوية في إيطاليا. وأضافت الوكالة أنه «بسبب الأحوال الجوية السيئة انحرفت الطائرة عن مسارها في مدرج الهبوط ما دفع قائد الطائرة لاستخدام الكرسي القاذف الآلي ونجاته وحدوث أضرار بسيطة في هيكل الطائرة». وأوضح مصدر في «الناتو» أن الطائرة من طراز «أف 16».