تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، وبحضور عدد من القيادات الأكاديمية ومديري الجامعات المحلية والعالمية ، افتتح معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي والذي يقام في الرياض خلال الفترة مابين 19 -22 أبريل الجاري .حيث قدم الوزير شكره لخادم الحرمين الشريفين على رعايته الكريمة لهذا الحدث العالمي الذي حقق نجاحا ملموسا في دورته الاولى، كما نقل تحيات الملك إلى المشاركين وتقديره لإسهامهم في المعرض. وقال العنقري “يسعدني ان اتقدم لكم جميعا بخالص الشكر والتقدير ومرحبا بكم في المملكة العربية السعودية، لحضوركم ومشاركتكم معنا فعاليات المؤتمر والمعرض الدولي للتعليم العالي متمنيا لكم قضاء أوقات مثمرة في المملكة، ومتطلعا أن تمثل هذه الفاعليات اساسا راسخا في مناقشة القضايا المشتركة وتبادل الخبرات التي تسهم بلاشك في تشكيل مستقبل و هذا ضاف معاليه إن المؤتمر والمعرض يهدف إلى أن يكون ملتقى دوليا لتعزيز التعاون وبناء الشراكة بين مؤسسات التعليم العالي السعودية ونظائرها العالمية، وتعزيز التفاهم المشترك حول القضايا التي تشغل هذا المجال في جميع أنحاء العالم، لقد تحول هذا المعرض من مجرد فكرة في الأعوام السابقة الى بوتقة ثقافية على أرض الواقع ومحفل يجتمع فيه طلاب وأساتذة من جامعات محلية وإقليمية ودولية” وزير التعليم العالي اشار الى ان المعرض نجح في العام الماضي في استقطاب اكثر من 250 الف زائر وتم خلاله توقيع اكثر من 45 اتفاقية تعاون، كما تحدث فيه اكثر من 55 شخصية من 26 دولة، وعبر عن ثقته بأن يحقق المعرض في نسخته الثانية مزيدا من مؤشرات النجاح لاسيما في وجود اكثر من 1000 عارض ومشارك من اكثر من 300 جامعة تمثل 50 دولة، وهو ماوصفه الوزير بالفرصة لااستثنائية التي يتوقع ان يكون لها تاثير واضح على التعليم العالي محليا وعالميا. في جانب آخر، تناول الدكتور العنقري في كلمته استراتيجية المملكة في مجال التعليم العالي مؤكدا على ادراكها لارتباط هذا المجال بعوامل التنمية وللتحديات التي يشهدها في ظل العولمة وثورة المعلومات والاتصالات، وقال ان الوزارة شرعت في تنفيذ خطة استراتيية مدتها 25 عاما من اجل تطوير التعليم العالي وتحويله الى منظومة ذات مستوى رفيع يحظى بالاعتراف والتقدير الاقليمي والعالمي، ويسهم في توليد المعرفة ونشرها واستخدامها. ولفت العنقري الى ان تكوين منظومة تعليم جامعي رائدة عالميا وضمان المزيد من العمل البحثي والابتكاري الذي يسهم في التحول نحو اقتصاد المعرفة يتطلب توفير الأموال اللازمة لدعم برامج التطوير مشيرا في هذا الصدد ان التمويل المخصص للتعليم العالي في السعودية تضاعف الى ثلاثة اضعاف خلال السنوات الخمس الماضية حتى بلغت مانسبته 12 % من الميزانية العامة للدولة..كما اشار وزير التعليم العالي الى برامج الجامعات باتجاه توفير تمويل مستدام من خلال الأوقاف والاستثمارات التي وصلت الى قرابة 6 مليارات ريال. الدكتور العنقري قدم استعراضا شاملا مصحوبا بالارقام حول حركة التعليم العالي وتطور برامجها ومنجزاتها وقال ان تحويل الاقتصاد السعودي الى اقتصاد قائم على المعرفة من خلال منظومة جامعية رائدة واكبه انشاء مؤسسات راعية للابتكارات واقتصادياتها في ثلاث جامعات معتبرا أن هذا يشكل أهمية بالغة من اجل الخروج من الاطار المحلي والدخول في تنافسية عالمية، لينضم الى الجهود الاخرى في مجالات الشراكات البحثية والابتعاث وبرامج التبادل الطلابي وغيرها..في حين أكد على أن المرحلة المقبلة ستواجه تحديات تتطلب ان تتبنى الجامعات السعودية استراتيجيات تنموية نموذجية واعداد قادة يملكون الرؤية الثاقبة للتعامل مع الاحداث والقضايا المختلفة. وختم وزير التعليم العالي كلمته بقوله”هناك الكثير من الدروس التي سيتم استخلاصها حول قضايا التعليم العالي من المحاضرات الرئيسية ومن دراسة الحالة العالمية كما أن المؤتمر سيوفر فرصة لتحقيق فهم أفضل حول التحديات الحالية والمستقبلية التي تواجه تأسيس نظام جامعي عالمي المستوى” من جانبه، قدم الدكتور ديفيد سكورتون مدير جامعة كورنيل الأمريكية كلمة الجامعات المشاركة وجه فيها شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز على دعمهما لمجال الدراسات العليا، مشيدا كذلك بدور وزارة التعليم العالي في الاسهام بتطور المجال العلمي باستقطاب الخبرات العالمية من خلال هذا المعرض، وقال “من المدهش مانراه من التقدم في مجال التعليم العالي في المملكة، وهذه المناسبة فرصة مهمة، وتحد جديد نشترك فيه جميعا ، ونتعاون على الاستفادة من الافكار الجديدة والتجارب العلمية من اجل تطوير العمل في هذا المجال، خصوصا أن زملاءنا في المملكة يدركون دور الجامعات في تنمية المجتمع”. الدكتور سكورتون أشار الى دور الثقافة العربية والاسلامية في تاريخ مجالات مختلفة في العلوم والاداب، واعتبر ان مفهوم المجتمع الدولي الذي يلتقي لدعم العلم والتعلم يمثل شكلا حضاريا للتعاون من اجل خدمة الانسانية، مشيرا الى ان هذا المعرض يجعل الدول تضع اياديها معا في سبيل تطوير التعليم العالي، في الوقت الذي يشهد فيه هذا القطاع اندماجا كبيرا بين جهود الافراد والمؤسسات ويزداد دور التعليم العالي وضوحا وتأثيرا على المجتمعات، موضحا ان الافراد المتعلمون هم اساس رخاء أي بلد في العالم. وقد اشاد سكورتون بما شاهده في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية من حرص القيادة السعودية على ارساء تنمية علمية وفق أحدث المعايير العالمية، منوها في الوقت نفسه الى كلمة خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاحه الجامعة حين اكد الملك حفظه الله على دور الجامعة ورسالتها التي يهدف لجعلها بيتا للحكمة ومنارة لبث السلام في العالم وخدمة الانسانية، وختم سكورتون كلمته بالتاكيد على دور الشراكات في مجال التعليم العالي على خلق التقارب الكبير بين الثقافات. وكان حفل الافتتاح الذي حضره جمع كبير من المشاركين والأكاديميين قد شهد كذلك تقديم فيلم مسجل عن المعرض والمؤتمر في دورته الأولى. ثم قام معالي وزير التعليم العالي ومعالي نائبه الدكتور علي بن سليمان العطية ومدير جامعة كورنيل بقص شريط المعرض إيذانا بابتداء فعالياته وانشطته .