وعدت شرطة الرياض بدراسة اقتراح قدمته «شمس» بربط أقسام الشرط بأقسام الطوارئ في المستشفيات لتزويدهم ببيانات دخول مجهولي الهوية وصورهم وذلك لمقارنتها بالبلاغات التي ترد إلى الشرطة بغياب أو اختفاء بعض الأشخاص، وذلك على خلفية اختفاء المواطن محمد إبراهيم الرجيب الذي عرف ب«مسن التويتر» والعثور عليه لاحقا بعد 18 يوما في مستشفى الشميسي بالرياض الذي تردد عليه ذووه أكثر من مرة للبحث عنه لكن دون جدوى حتى نجحت الحملة التي أطلقت على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» في تكثيف عمليات البحث عنه حتى تم العثور عليه. واقترحت «شمس» أن تأخذ المستشفيات بيانات مجهولي الهوية كاملة عند حضورهم إلى المستشفيات، وماذا كانوا يرتدون وموعد دخولهم، وكيف وصلوا أو أين وجدوا وفي أي حي؟ ثم توضع صورهم على لوحة خاصة في كل مستشفى وتزود أقسام العلاقات العامة بالمستشفيات والنقاط الأمنية بالمستشفيات وأقسام الشرط بنسخ عنها مع منح صور النساء خصوصية عبر سجلات خاصة في أقسام علاقات المرضى «الأقسام النسائية» والجهات الأخرى. ووعد الرائد الميمون برفع المقترح للمسؤولين لدراسته لمعرفة إمكانية تطبيقه كحل قد يسهم في خفض زمن الوصول على المفقودين وتوفير الجهود التي تبذل في هذا الشأن. وكانت أسرة الرجيب «85 عاما» عاشت 18 يوما عصيبة عقب اختفائه بعد خروجه من منزله في الرياض بحي العزيزية لأداء صلاة العصر في المسجد المجاور لمنزله، حيث بدأ البحث عنه في أقسام الشرطة والمستشفيات كما يحدث عادة عند هذه المواقف، لكن المحاولات لم تسفر عن شيء الأمر الذي أدخل الأسرة «ثلاثة أشقاء ذكور وخمس شقيقات» في موقف صعب إلا أن فكرة عمل صفحة باسم الرجل على «تويتر» أثمرت عن نتيجة لم يتوقونها, حيث عثروا بواسطتها على والدهم في مستشفى الشميسي الذي بحثوا فيه أكثر من مرة. وقال وسام الرجيب «الابن الأصغر» ل«شمس» إن والده الذي يعاني من أعراض فقد الذاكرة منذ نحو شهر قبل اختفائه، كان قد خرج كعادته لأداء صلاة العصر في المسجد المجاور لكنه لم يعد بعد ذلك، ولم يكتشف غيابه إلا أختي الصغرى التي تقيم معه ومع والدتي، لم تبلغني إلا صباح اليوم التالي حيث كانت تأمل أن يعود بين كل لحظة وأخرى». وذكر أنه فور علمه باختفاء والده أسرع بإبلاغ قسم الشرطة ومن ثم توجه للبحث في المستشفيات «كنت أبحث عنه كالمجنون.. لم أترك مستشفى أو قسما للشرطة إلا وبحثت فيه لكن دون جدوى.. بالطبع شارك في المهمة بقية أخوتي وأقاربنا وجيراننا». وذكر أن كل المستشفيات التي ترددوا عليها كانت تخبرهم بأنه لا أحد لديهم يحمل اسم والده أو مواصفاته «كنت مذهولا عندما علمت أنني كنت في مرات كثيرة قريبا جدا من والدي لكني كنت أخذ رد المستشفى كإجابة نهائية». ولفت وسام إلى أنه نشر قصة والده في إحدى الصحف المحلية لعل الأمر يفضي إلى ما يرجوه، إلى أن عرض عليه عبدالله العساف وهو أحد أعضاء شبكة تويتر الاجتماعية على الإنترنت مساعدته في البحث عن والده عن طريق الشبكة «لم يدخر كل الشباب المنضمين للشبكة في تقديم أقصى جهدهم لمساعدتنا في العثور على والدنا، وكان عملهم منظما بشكل كبير حيث انتشرت صوره وبشكل سريع في كل مكان حتى على أجهزة الصرف الآلي والمطاعم وهو الأمر الذي صنع تفاعلا كبيرا من المواطنين». وعن كيفية العثور عليه ذكر أنه تلقى اتصالا هاتفيا من شخص يعمل في شرطة مستشفى الشميسي «مجمع الملك سعود الطبي» وأخبره أن والده موجود في قسم الطوارئ منذ 18 يوما وهو بخير، وهو أمر كان مثار دهشتي حيث تردد على هذا المستشفى مرات عديدة وفي كل مرة كانوا يردون بأنهم لا يعلمون عنه شيئا. مشيرا إلى أنه علم أنه والده كان قد أُحضر إلى المستشفى بواسطة الهلال الأحمر حيث أصيب بهبوط في الدورة الدموية. وكان مدير العلاقات العامة بمجمع الملك سعود إبراهيم الصبيح أوضح في بيان أن أسرة الرجيب حضرت إليهم بحثا عنه بالاسم، وهو ما لم يتم العثور عليه، لعدم حمل المذكور أي إثبات شخصية حتى يدرج ضمن قائمة المنومين خلال تلك الفترة، مشيرا إلى أنه تم إبلاغ الأسرة أنه لا يوجد سوى عدد من المجهولين الذين دخلوا عن طريق نقطة أمنية تابعة للشرطة، وعليهم مراجعة تلك النقطة داخل المجمع للبحث عنه ضمن قائمة المجهولين. ولفت إلى أن النقطة الأمنية هي التي أبلغت الأسرة بوجوده وليس المستشفى كما تردد. وختم البيان بالتأكيد على أن النظام يُمنع منعا باتا دخول أي شخص ليبحث عن مريض منوم مجهول دون الرجوع للنقطة الأمنية، وذلك حسب التعليمات المتبعة في هذه الحالات .