«يا لها من فكرة مبدعة» كلمات نرددها عندما نسمع عن مشروع فكرته مختلفة وغريبة، ونتساءل من أين يأتي هؤلاء بمثل هذه الأفكار الرائعة؟ بعضنا يرجعه إلى موهبة الإبداع التي وهبها الله لفئة معينة وصقلت بالتدريب، وهذا صحيح إلى حد كبير، ولكن ليس كل مشروع ذو فكرة جديدة كان منبعه الإبداع. هناك مشاريع صامتة وإذا تكلمت فإن صوتها خافت لا يكاد يسمع. وقد من الله على بعض رواد ورائدات الأعمال بموهبة سماع صوت تلك المشاريع والتناغم معها. يبقى سؤال مهم: لو لم أرزق بمثل هذه الموهبة هل أستطيع أن أتدرب عليها؟. الجواب: نعم مع قليل من الصبر والمثابرة. الشيء الجيد أن هذه المشاريع الصامتة كثيرة العدد جدا ومتغيرة باستمرار وأغلبها له قيمة مضافة للاقتصاد الوطني تغري جهات التمويل الربحية وغير الربحية بضخ التمويل اللازم لتنفيذها. أولى خطوات البحث عن المشاريع الصامتة هي تحديد قطاع العمل الذي تريد العمل فيه حتى لا يتشتت الذهن والوقت في البحث بين القطاعات المختلفة. بعدها حدد المراحل الرئيسية لهذا القطاع. في كل مرحلة من المراحل هناك تفريعات كثيرة يمكن سماع صوت مشاريعها بوضوح شديد. خذ مثلا قطاع المقاولات كونه أحد القطاعات الساخنة هذه الأيام. دورة أي مبنى تبدأ من عمل خريطة هندسية وانتهاء بعمل الديكورات الداخلية. كل خطوة من خطوات عمل المبنى يتفرع منه مشاريع تخدم المقاولين وأصحاب العقار. كل ما هو مطلوب منك هو الدخول في تفاصيل كل مرحلة لتحديد كمية المشاريع في هذه المرحلة ومدى توفرها في السوق وأسعارها وحجم الطلب عليها والمستوى الفني المطلوب لتنفيذها، إضافة لحجم التمويل المطلوب. إذا استطعت تحمل معاناة المرة الأولى التي قد تطول لبضعة أشهر، فاعلم أن أذنك ستكون مدربة على سماع الصوت الخافت لهذه المشاريع المربحة وستفاجأ بالكم الكبير التي لم يلتفت إليها الكثير من رواد ورائدات الأعمال. استشاري في الأعمال الصغيرة والمتوسطة والشركات العائلية*