كشفت الغرفة التجارية في مكة أن 25 % من الفنادق بمكةالمكرمة لا تلتزم بوسائل واشتراطات السلامة في الوقت الذي أكدت فيه مديرية الدفاع المدني أن 50 % من حرائق الصيف سببها تماسات كهربائية نتيجة استخدام توصيلات رديئة أو زيادة التحميل عليها. وتشهد مكة هذه الأيام إقبالا كبيرا من قِبل المعتمرين والزوار الذين استغلوا إجازة الربيع لأداء العمرة وزيارة الأقارب، حيث تشهد الدوائر الكهربائية مزيدا من الضغط خصوصا مع تشغيل مكيفات الهواء لتلطيف الأجواء الساخنة التي بدأت تهب على المنطقة، وهو الأمر الذي يخشى معه دخول عنصر جديد في سلسلة المسؤولين عن «حرائق الصيف» التي بدأت أخيرا باندلاع حريق في أحد مطابخ عمارة سكنية تسبب في إخلاء 90 معتمرا، ووفاة مسنة نتيجة نشوب حريق في منزلها بأحد الجبال. وحذر عدد من المختصين من مغبة الاستعانة بغير الاختصاصيين عند عمل أي أشغال كهربائية فأكثر مسببات الحوادث الكهربائية هو عدم تثبيت الوصلات وأسلاك المآخذ ونقاط التوزيع بشكل جيد وهو ما يسمح بحدوث شرر كهربائي. كما حذروا من مغبة التحميل الزائد على سعة الأسلاك والتوصيلات الكهربائية خصوصا مع زيادة الاستهلاك، مشيرين ل«شمس» إلى أن الحاجة إلى تشغيل المكيفات يؤدي بالفعل إلى زيادة خطر نشوب الحرائق. من جانب آخر أكد مدير التحقيقات الناطق الإعلامي بالدفاع المدني بالعاصمة المقدسة المقدم علي المنتشري أن 50 % من حرائق الصيف هي بسبب تماسات كهربائية فيما تتوزع بقية النسبة على مسببات أخرى منها أنابيب الغاز وأعواد الثقاب وأعقاب السجائر وغيرها. وذكر ل«شمس» أن فرق السلامة بالدفاع المدني واللجنة المشكلة تقوم بجولات ميدانية مكثفة وباستمرار للتأكد من توفر جميع وسائل السلامة وصلاحيتها في الفنادق والشقق المعدة لإسكان المعتمرين في مكةالمكرمة، مشيرا إلى أنه في حال الوقوف على أي مخالفة من قِبل الفنادق أو الأبراج السكنية وغيرها يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة. أما عضو الغرفة التجارية والصناعية بمكةالمكرمة محمد سعد القرشي فأكد أن 25 % من الفنادق بمكةالمكرمة لا تلتزم بوسائل واشتراطات السلامة. لافتا إلى أن عدد الفنادق بمكة يصل إلى 500 فندق وهو رقم كبير. وذكر أن هناك أسبابا متعددة تقف وراء حوادث الحرائق في فصل الصيف منها زيادة التحميل على الأثقال الكهربائية إذ نجد أن الفنادق والدور السكنية تمارس ضغطا كبيرا وهذا يؤدي إلى حدوث الحوادث والحرائق، لافتا إلى أن من الأسباب أيضا جهل بعض الزوار والمعتمرين في التعامل مع الأجهزة والوصلات الكهربائية الموجودة في الفندق، وكذلك عدم الوعي بخطورة الطبخ والطهو داخل الغرف الفندقية. وقال عبدالله المصابحة إن موسم الصيف يعني زيادة استهلاك الكهرباء فتجد في المنزل الواحد يتم تشغيل أكثر من مكيف هواء إلى جانب بقية الأجهزة الكهربائية الأخرى التي تتفاوت في شدة استهلاكها للكهرباء وهو ما يعني زيادة نسبة الخطورة، خصوصا مع استخدام توصيلات كهربائية رديئة الصنع وهي منتشرة في الأسواق. ولفت إلى أن البعض لا يعون هذه الخطورة ويتعاملون بإهمال شديد، الأمر الذي قد يؤدي إلى كوارث كبيرة وخسائر فادحة في الأرواح والممتلكات. وطالب المصابحة بالحرص على شراء الأجهزة الكهربائية ذات المواصفات الجيدة والتي تتميز بوجود قواطع كهربائية تفصل الكهرباء عند حدوث أي زيادة في الأحمال وكذلك الحرص على الابتعاد من التوصيلات الرخيصة الثمن التي لا تتحمل كثيرا وسرعان ما تذوب من شدة الأحمال. أما أحمد سالم «صاحب محل أدوات كهربائية» فذكر أن هناك بضائع كهربائية من أجهزة وتوصيلات تتميز بالرداءة وسوء التصنيع الذي لا يستند إلى أي مواصفات قياسية، وهي للأسف تجد طريقها للمنازل لرخص أسعارها. وأكد أن التوعية بخطر تلك النوعيات الرديئة سيكون عاملا حاسما في كبح جماح الحوادث كالحرائق والصعقات، ففصل الصيف يكون هناك شره في استهلاك الكهرباء وهو الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الضغط على تلك النوعية من البضائع، وبالتالي فإن احتمال نشوب الحرائق خصوصا في المنازل أو المحال التجارية أو الوحدات السكنية يظل أمرا واردا وبنسبة كبيرة. وكانت الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس أكدت أهمية تطبيق المواصفات القياسية على مجموعات وصلات الإطالة الكهربائية سواء تلك القابلة أو غير القابلة لإعادة توصيل الكابل والمعدة للاستخدامات المنزلية أو الأغراض الأخرى المشابهة سواء داخل أو خارج المبنى وتطبق أيضا على القابسات المدمجة في مجموعات وللمجموعات وصلات الإطالة المعدة للاستخدام وذلك لحماية المستهلكين من أي أخطار محتملة، فيما قررت الجمارك السعودية تطبيق إجراءات جديدة على دخول الأجهزة الكهربائية بهدف منع دخول أجهزة غير مطابقة للمواصفات وستتولى المنافذ الجمركية أخذ عينات من إرساليات تلك المواد وبعثها إلى المختبرات الخاصة للتأكد من مطابقتها للمواصفات القياسية، كما أكد أن التوصيلات الكهربائية أيضا ستخضع للفحص بالمختبرات للتأكد من صلاحيتها. وتشمل الإجراءات الجديدة أيضا القابسات والمقابس الكهربائية «الأفياش» التي لا تتوافق مع المواصفات التي حددتها الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس