في فترة ما قادت الدراما الكويتية الأعمال الخليجية، وقدمت في مختلف تفرعاتها، أعمالا لا تزال تمثل حتى اليوم، تاريخا دراميا يعتز به كل خليجي، لكن في الخمسة أعوام الماضية، تراجعت هذه الدراما لصالح نظيرتها السعودية، التي نجحت عبر عدد من رموزها الفنية مثل: «فريق عمل طاش، حسن عسيري، عامر الحمود، خالد الطخيم وعبدالخالق الغانم»، وغيرهم في انتزاع مرتبة الصدارة، وتقديم أعمال أصبحت تمثل نتاجا سعوديا فنيا نادرا، لكن مع التطورات الحاصلة والتغييرات المرعبة في المجتمعات العربية، تراجعت الصورة الدرامية الخليجية عموما والسعودية على وجه الخصوص، الذي يبدو أنها تعرضت لحالة انتكاسة ستؤثر مستقبلا في مستوى الأداء الثقافي والفكري بشكل عام في هذا المجتمع بعد نشاط مكثف، أوجد قفزة ملحوظة في أدائه، وأبرز العديد من المواهب، وتبنى الكثير من القضايا التي تهم شريحة كبيرة من مجتمعه، بل أوجد حالة من الجدل الثري والحراك الذي لم يستثن أحدا من المشاركة فيه، سواء من الصحافة أو المثقفين والفنانين، أو حتى بعض العلماء، البعيدين بخلفيتهم العلمية عن المشاركة في مثل هذه النقاشات، الأمر الذي عده كثير من المراقبين والمهتمين صورة من صور الحوار ذي الاتجاهين، وليس الاتجاه الواحد بين فئات مجتمعية، فإذا بهذه الموجة الدرامية الجريئة، المتمثلة في أعمال مثل مسلسل «أسوار» وغيرها توجد وبقوة هذا الحراك، الذي عده الكثيرون نجاحا كبيرا لكل من قاد حركة الدراما السعودية في هذه الفترة. الإجابة عن سؤال تقهقر الدراما السعودية يكشفها أسلوب تعاطي الصحافة الفنية أو بعضها مع أحداث رموز هذه الدراما، التي أخذت صورا وأشكالا متعددة، بدءا من اتهامهم بتسطيح الفكر، وانتهاء بالترويج على أنهم يتعرضون لأزمات مادية كبرى تكاد تعصف بوجودهم، وهنا إشكاليتان خطيرتان، الأولى تمس القائمين على الصحافة الفنية السعودية أنفسهم، والثانية تطول من جهة أخرى الفنانين السعوديين الذين لم يحسنوا مواصلة تقديم مشروعهم الدرامي بنجاح، وتحولت المنافسة فيما بينهم إلى رغبة محمومة في هدم المعبد على كل ما فيه ومن فيه.