كشفت المؤسسة العامة للتدريب التقني أمس، عن قيام شركات خاصة باستنزاف ميزانيات بعض الأجهزة الحكومية من خلال رفع أسعار أجهزتها وقطع غيارها بشكل غير مبرر. وبين محافظ المؤسسة الدكتور علي الغفيص أن السعوديين العاملين في المؤسسة وفروا مبالغ طائلة كانت تتقاضاها شركات الصيانة «حصلنا على الجودة في العمل، ولم نعد محل تجارب لشركات الصيانة التي تجلب عمالة غير مؤهلة تتعلم في عملها على حساب القطاعات الحكومية». واستعرض شباب المؤسسة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في مقر المؤسسة بالرياض أمس، للكشف عن فعاليات المؤتمر والمعرض التقني السعودي السادس الذي سيقام خلال الفترة من 24 إلى 26 إبريل الجاري بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض برعاية ولي العهد، تجاربهم بناء على طلب المحافظ، حيث التحقوا بالعمل في مختلف التخصصات «التبريد والكهرباء والسباكة والميكانيكا». وقال فني آلات التصوير الشاب فارس الأكلبي، إن الشركات تستنزف ميزانيات الأجهزة الحكومية وترفع الأسعار، وتطالب بإبدال أجهزة بها أعطال بسيطة جدا بأخرى جديدة، وهو ما يشكل ضغطا على تلك الأجهزة الحكومية ويجعلها تصرف أموالا في غير مكانها، في الوقت الذي يمكن فيه إصلاح خلل تلك الأجهزة بالعمل على صيانتها وإعادة عملها وتوفير أموال طائلة بأقل التكاليف. كما استعرض الدكتور الغفيص تجربة فني التبريد عبدالله القحطاني الذي وقف ندا قويا لإحدى الشركات التي قررت عمل تكييف مركزي فوق أحمال طاقة المبنى الكهربائية، مما يسبب خللا كهربائيا للمبنى. وذكر أنه بإمكان وزارة الإسكان الاستفادة من خريجيها الذين أثبتوا جدارتهم في البناء من خلال عملهم مع شركات كبرى «عملوا في توسعة المسعى والجمرات وجامعة الأميرة نورة، وأثبتوا تفوقهم». وأكد الغفيص أن المؤسسة رفعت تجربتها في التشغيل الذاتي وكفاءة السعوديين إلى المقام السامي ووزارة المالية والأجهزة ذات الاختصاص، مضيفا أن تعميم هذه التجربة أمر إيجابي «هناك أجهزة حكومية من الممكن أن تستبدل العمالة الوافدة بهؤلاء الخريجين». وشدد على أن المؤتمر يتميز بأنه يخرج خلال دوراته السابقة بتوصيات عملية أسهمت في تطوير برامج المؤسسة ولا يسعى للحصول على التوصيات النظرية الفضفاضة التي لا تخدم توجهات المؤسسة «نخرج بآليات تطبيقية»، مضيفا أن ما وصل له العالم يحتم على المؤسسات التقنية مواكبة ذلك.. وأكد حرص المؤسسة على تنظيم المؤتمر بشكل دوري والاستفادة من التجارب والخبرات الدولية والبحوث العلمية بما يسهم في تطوير برامج وأنشطة المؤسسة المختلفة وبما يواكب المستجدات العالمية في هذا المجال وبما يحقق أهداف التنمية في المملكة، لافتا إلى أن المؤسسة نجحت في تفعيل توصيات المؤتمر والمعرض التقني في دوراته السابقة التي كان من أبرزها التوسع في نشر برامج التدريب التقني والمهني ليشمل مختلف مدن ومحافظات المملكة، وبناء شراكات استراتيجية مع مؤسسات التعليم والتدريب العالمية والقطاع الخاص في إدارة وتشغيل الكليات والمعاهد التقنية والمهنية بما يسد الفجوة بين برامج التدريب ومتطلبات سوق العمل، وإيجاد مرونة في الأنظمة واللوائح لاستقطاب الكفاءات المتميزة لمن يتم التعاقد معهم من الخارج أو من تتوفر لديهم الخبرة الصناعية من السعوديين، وزيادة أيام التحصيل التدريبي في الوحدات التدريبية التابعة للمؤسسة، وتطبيق برامج الفحص المهني للعمالة وإعداد المعايير المهنية الوطنية للمهن المختلفة ونظام المؤهلات الوطنية. وأوضح الغفيص أن عرض تجارب الدول المشاركة في المؤتمر يسهم في تشخيص المشاكل بالمملكة «نستفيد من تجاربهم وكيفية تغلبهم على المصاعب التي تواجههم ونحددها، وإذا كانت ترتبط بجهات أخرى نعمل على حلها معهم». وأضاف أن المؤتمر يتضمن سبعة محاور رئيسة هي تدريب منسوبي مؤسسات التدريب التقني والمهني، ومؤسسات التدريب التقني والمهني واحتياجات سوق العمل، وضمان الجودة في برامج التدريب التقني والمهني، ومهارات التوظيف في مؤسسات التدريب التقني والمهني والتوجيه المهني، إضافة إلى الاستراتيجيات الفعالة لتوفير التجهيزات التدريبية لمؤسسات التدريب التقني والمهني. وحول عدم صرف مكافأة لطلاب المؤسسة امتثالا للأوامر الملكية، بين الغفيص أن المؤسسة تنفذ التعليمات التي وردت إليها من المالية ولا تستطيع اتخاذ قرار .