لدي إيمان مطلق بأن لائحة وزارة الخدمة المدنية تحتاج إلى إعادة نظر، لذا نلحظ مزاجية غير عادية من كثير من المديرين والمديرات في التعامل مع هذه اللائحة، والقرار الذي سمعته أخيرا يدل بشكل واضح على هذه المزاجية، فهذا القرار يقول إنه «يحق للمدربة أن تتمتع بخمسة أيام كإجازة اضطرارية لها، وأن تستأذن لخمس مرات فقط في كل سنة تدريبية»، وهذا القرار صادر من نائب المحافظ للتدريب التقني للبنات بالمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني الدكتورة منيرة العلولا. المزاجية في أن تلك الأيام الخمسة يشترط ألا تكون متصلة، فلو افترضنا أن مدربة من مدربات المعهد العالي التقني سافرت، وأثناء سفرها مرت بظرف طارئ فإنه لا ينبغي عليها أن تقضي خمسة أيام خارج العمل كإجازة اضطرارية، إنما تقضي يومين أو ثلاثة وظرفها، ثم تذهب إلى معهدها وتحضر ليوم واحد ثم تعود لظرفها الطارئ مرة أخرى وتستكمل بقية الأيام الخمسة! والمزاجية التي تجعلنا نستلقي ضحكا هو في الاستئذان، فقد اشترطت «العلولا» في إرشاداتها أن تكون تلك الاستئذانات مقسمة بين ثلاثة أيام كاستئذانات طويلة بحيث تستأذن المدربة من المعهد صباحا ولا تعود، بينما يكون الاستئذانان الآخران قصيرين بحيث يكون مدة الاستئذان الواحد 45 دقيقة فقط، ما حيرني فعلا: لماذا لم تكن ستة استئذانات بدلا من خمسة؟ أعتقد أن المديرين والمديرات لا يصدرون توجيهات كهذه إلا بعد جلسة «مخمخة»، فعندما «يمخمخ» الواحد منهم يصدر قرارا أو توجيها يريد من خلاله أن يكون مبدعا بحيث لا يسبقه عليه أحد، فثمة ماراثون غير عادي في القرارات غير المسبوقة التي يبحث عنها المديرين والمديرات، و«العلولا» خير مثال، لكني لم أعد أستغرب شيئا من المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، فهي الجهة التعليمية الأولى والوحيدة التي يداوم فيها أعضاء هيئة التدريس أثناء الإجازات والعطل الرسمية، فإذا كان الأسبوع المقبل إجازة لكل الطلاب والمعلمين، وأعضاء هيئة التدريس في المملكة، فإن مدربات المعاهد التقنية «المسكينات» سيداومن بلا عمل وبلا طالبات. واسألوا «الغفيص» عن ذلك!