سيطرت لغة «المصارحة والمكاشفة» على مناقشات المتحدثين الرسميين وكذلك غير الرسميين، في جلسات أمس لملتقى السفر والاستثمار السياحي بالرياض، وتراشق مستثمرو القطاع السياحي الاتهامات مع البنوك حول ما سموه «قصور وعراقيل في عمليات تمويل المشروعات السياحية»، المفترض أنها ستوفر ملايين الوظائف للشباب السعودي فيما «رطبت» جوائز الملتقى لجهات سياحية متنوعة أجواء المهرجان، وخلال جلسة أمس كشف الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عن اكتمال المنظومة السياحية للمنطقة الشرقية خلال الثلاثة الأعوام المقبلة، مؤكدا أن المشروعات العملاقة في المنطقة ستكون عامل جذب سياحي هام، وأفصح خلال زيارته أمس جناح المنطقة الشرقية المشارك في ملتقى السفر والاستثمار السياحي عن وضع حجر الأساس لمشروع المتحف خلال الأسابيع المقبلة، بعد تخصيص موقع مميز في الواجهة البحرية بالدمام لمشروع المتحف الإقليمي للمنطقة الشرقية. وأكد أمير منطقة الباحة الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز، أن المملكة تتمتع بوجود مناطق سياحية جميلة، وتملك المقومات الأساسية للسياحة. مشيرا إلى أن السياحة لم تعد ترفا بقدر ما أصبحت صناعة يقوم عليها اقتصاد بلدان بأكملها, داعيا المستثمرين إلى إقامة المشروعات السياحية التي ستقدم لها المنطقة كل الدعم والتشجيع. وقال الأمير مشاري بن سعود المتحدث الرئيسي في ورشة العمل التي جاءت تحت عنوان «الاستثمار السياحي في منطقة الباحة» إن هناك ثمانية مشروعات تراث عمراني وثقافي تعمل فيها منطقة الباحة بشكل مركز مع الهيئة، وبدعم كبير من شركاء التنمية السياحية بالمنطقة. وأشار أمير منطقة الباحة إلى أن السائح لا يحتاج فقط إلى جو منعش أو طبيعة خلابة، بل يحتاج أيضا إلى أماكن يسترخي فيها ويستمتع بصحبة عائلته، خصوصا في فترة المساء، ولفت إلى أن وجود أماكن جميلة ونظيفة تتوافر فيها المطاعم والمقاهي والمحال التجارية, إضافة إلى ملاه للأطفال ستساهم في تمديد مدة إقامة السائح وبالتالي سيزيد معدل الصرف، ما ينعكس إيجابا على اقتصاد هذه المناطق ويزيد من فرص العمل لأبنائها. وتطلع الأمير مشاري بن سعود إلى أن توفر هيئة السياحة معلومات إحصائية أكثر تفصيلا مرفقة بتحليل إحصائي من قبل المختصين لديهم لتسهيل مهمة اتخاذ القرار للراغبين في الاستثمار بالمنطقة. وخلال جلسة تحت عنوان «تمويل المشروعات السياحية لدعم السياحة الداخلية» قدر اقتصاديون إجمالي الإيرادات السياحية خلال العام الماضي ب 41 مليار دولار «153 مليار ريال» ساهمت في حصول المملكة على المرتبة الرابعة شرق أوسطيا، متوقعين أن توفر السياحة مليون فرصة وظيفية ما بين مباشرة وغير مباشرة حتى عام 2015، وأن يبلغ الإنفاق الحكومي على السياحة نحو 101.3 مليار ريال لعام 2020. ولفت الدكتور فهد بن صالح السلطان الأمين العام لمجلس الغرف السعودية المتحدث الرئيسي في الجلسة، إلى أن التمويل المقدم من البنك السعودي للتسليف والادخار بناء على الاتفاقية الموقعة بينه وبين الهيئة العامة للسياحة نحو 11.5 مليون ريال مولت 15 مشروعا كان نصيب منطقة الرياض منها نحو 48 %، كما قدم صندوق المئوية تمويلا لعدد من المشروعات السياحية بناء على الاتفاقية الموقعة بينه وبين الهيئة العامة للسياحة بمبلغ نحو 316 ألف ريال، وهي بالطبع وفقا للسلطان غير كافية قطعا لقيام نهضة سياحية. أما محافظ المؤسسة العامة للتقاعد محمد عبدالله الخراشي فحصر التحدي الرئيسي للقطاع السياحي في التسويق وليس التمويل، فالشركات العاملة في السياحة بحاجة ماسة إلى التسويق الجيد ورفع الوعي بأهمية السياحة، فالدولار الذي ينفق على السياحة يوفر سبعة دولارات أخرى ضمن القطاعات المتوازية وفقا لرؤيته. وفي المقابل، أشار الرئيس التنفيذي للبنك الأهلي التجاري عبد الكريم أبوالنصر إلى ما شهده الإنفاق السياحي بالمملكة خلال الأعوام الماضية من نمو لمواجهة ارتفاع الأسعار، متوقعا أن تشهد السياحة الداخلية نموا كبيرا، لما تشهده المنطقة من تقلبات. فيما أوضح الرئيس التنفيذي لمصرف الإنماء عبدالمحسن الفارس أن أهم النقاط الواجب مناقشتها قبل مشكلة التمويل هي مشكلة توافر المعلومات بشكل دقيق إذ يراها متذبذبة ومتنافرة، مطالبا بوجود مصدر دقيق للمعلومات السياحية يسهم في إثراء الجدوى الاقتصادية للمشروعات، إضافة إلى مشكلة البنى التحتية وعدم تفعيل الطيران الداخلي بالشكل الكافي وعدم وجود الإدارة المتمرسة ما يؤدي إلى فشل المشروع السياحي .