طالب الحكم السعودي الدولي الدكتور حاتم محجوب حسنين بتعليم الفروسية في المدارس والمعاهد، لما لها من أهمية في صقل المواهب الشابة، وأكد أن الفرسان السعوديين حققوا نتائج جيدة ومبهرة على المستوى المحلي والعالمي، ولكن يجب أن يتم دعم هذه الرياضة أكثر من قبل القائمين عليها. وكان لنا هذا الحوار معه، فإليكم نصه: حدثنا عن بداياتك في مجال الفروسية وكيف تم العشق بينكما؟ في الحقيقة دعمني في هذه الرياضة والدي رحمة الله عليه، وبدايتي كانت في دولة النمسا في مدينة فيينا، وكان وقتها عمري ستة أعوام حيث كان والدي منتدبا من قبل وزارة البترول والثروة المعدنية في منظمة الأوبك العالمية، وسجلني في مدرسة فروسية اسمها «فينر رايتن شتودنت شوليه» وهي من أشهر مدارس تدريب الفروسية في فيينا، وتدربت فيها مدة ثلاثة أعوام تقريبا، ثم انتقلت مع أسرتي إلى المملكة العربية السعودية، وانضممت بعد ذلك إلى مركز الثلاثي العربي للفروسية في الرياض حيث تطورت في تدريباتي على قفز الحواجز مع المدرب العميد جلال. أنت أول حكم دولي سعودي، كيف تم ذلك؟ وما أبرز مشاركاتك؟ عندما تأسس الاتحاد السعودي لألعاب الفروسية عام 1410ه برئاسة الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد بن سعود، حفظه الله، وتَكوّن مجلس إدارة الاتحاد تم اختياري أنا والزملاء سليمان الكحيمي ومحمد الدوسري وسليمان الدخيل في أول لجنة تحكيم لقفز الحواجز بالاتحاد، وتم إعطاؤنا رخصة تحكيم بدرجة مستجد وتكوين لجنة فنية ووضع أنظمة هذه الرياضة من ناحية القوانين والشؤون الفنية، ثم تمت دعوة حكم دولي من خارج المملكة لإعطائنا دورة تثقيفية وترقيتنا إلى حكم درجة ثالثة عبر معهد إعداد القادة، واستمررت على تطوير نفسي عبر دورات عديدة حتى وصلت إلى مرشح دولي محليا وخارجيا. أما بداياتي في التحكيم الدولي فكانت بدعم الأمير فيصل بن عبدالله حيث كانت رغبته في إقامة سباق للقدرة والتحمل، وطلب مني التجهيز لهذه المسابقة على مستوى الخليج والدول العربية بأكملها؛ لأنها هي إحدى أنواع رياضة الفروسية ورياضة الآباء والأجداد عبر التاريخ، حيث يتسابق الفرسان لمسافات طويلة تتجاوز 160 كيلومترا في اليوم الواحد، وهذا النوع من السباقات لا يعتمد على الجواد فقط بل هي مشاركة بين الفارس والجواد. وبعدها تم تعييني في منصب رئيس لجنة التحكيم في الاتحاد السعودي للفروسية وعضو لجنة فنية وعضو لجنة عليا لسباقات القدرة والتحمل المحلية والدولية، وأشرفت على تكوين المنتخب الأول للملكة العربية السعودية لسباقات القدرة والتحمل، ويعد أول منتخب عربي في الخليج والدول العربية. أما عن أبرز مشاركاتي كحكم دولي، فكانت في: بطولة العالم في برشلونة عام 1992. بطولة سويسرا في لوزيرن عام 1993، عضو لجنة اعتراضات ضمن أعضاء لجنة التحكيم. بطولة الدنمرك في كوبنهاجن على كأس إلدريك، رئيس لجنة اعتراضات عام 1994. عضو منظمة إلدريك لسباقات القدرة والتحمل في الاتحاد الدولي عام 1993. كيف تصف لنا حال الفرسان السعوديين ودعم الرئاسة العامة للشباب؟ وهل سيكون هناك مراكز متخصصة لتعليم الفروسية بشكل صحيح؟ إن الفرسان السعوديين في قفز الحواجز حققوا مراكز دولية عديدة وهم فخر للملكة العربية السعودية تحت دعم خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله. ومن أشهر الفرسان «الفارس الدولي الأمير عبدالله بن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، والفارس الدولي عبدالله وليد شربتلي، والفارس الأولمبي خالد السعيد، والفارس الأولمبي رمزي الدهامي، والفارس الأولمبي كمال باحمدان، وغيرهم من الأبطال» ولكن رياضة الفروسية رياضة مكلفة يجب دعمها بشكل أكبر، وقد أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمرا بإنشاء صندوق يعنى برياضة قفز الحواجز والجانب الثقافي والتراثي في رياضات الفروسية، وذلك لتأهيل المنتخب الوطني لدورة ألعاب الفروسية المقررة في أمريكا العام الجاري ودورة الألعاب الأولمبية في لندن 2012، حيث حددت مهمة الصندوق بثلاثة أعوام. ظهر في الآونة الأخيرة عدد من حالات كشف المنشطات، ما الطريقة من وجهة نظرك للحد من انتشارها؟ أولا دعني أفسر معنى كلمة منشطات، وأشرح أنواعها: منشطات ممنوعة في عالم سباق الخيول: المواد التي تعمل على تنشيط وزيادة الإثارة التنفسية من الأمفيتامين. المواد التي تعمل على تنشيط الجهاز السمبثاوي مثل الآفدرين. مثيرات الجهاز العصبي المركزي مثل الكورامين والإستكرنين. المواد المخدرة التي تساعد على عدم الإحساس بالألم مثل الكودايين. أنابول سترويد مثل الميثانينون «هرمونات» – السترويد الابتنائي. ويذكر هنا أن هناك فرقا بين اصطلاح المنشطات وبين العقاقير الطبية، لأن عملية الارتقاء بالمستوى البدني والرياضي يمكن أن تتم بوسائل أخرى غير العقاقير الطبية مثل حالات نقل الدم، حيث تعمل هذه على رفع الكفاءة والأداء أيضا. لماذا لا يتم تعليم الفروسية في المدارس والمعاهد والجامعات؟ وهل طالبتم بافتتاح أكاديمية دولية لتعليم الفروسية؟ في الحقيقة هذه أمنية، وأنا أطالب بتدريسها ضمن المناهج لما لها من أهمية وكان يتحدث عنها وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله، أعتقد أنها ستبدأ في القريب العاجل رغم أنها بدأت في بعض المدارس الأهلية، وأتمنى أن تدرج في المناهج، خصوصا أن لدينا الكوادر المؤهلة لتدريس هذا المجال وإعداد مدرسين في هذا التخصص .