إصابة خلف الأخرى تؤكد أن فريق النصر الأول لكرة القدم في حاجة ماسة إلى جهاز طبي على كفاءة عالية يمكنه علاج إصابات لاعبي الفريق وتأهيلهم بالشكل الصحيح بعد سلسلة الإشكاليات التي تعرض لها معظم لاعبي الفريق خلال الفترة الماضية. ولم تعد مشكلة الجهاز الطبي بنادي النصر رحيل اللبناني إيلي عواد الذي دار حوله جدل واسع فيما يتعلق بأهليته للعمل طبيبا من عدمها بعد أن تناول عدد من وسائل الإعلام مهنته «مدلكا» أو حسب ما ذكر في جهات أخرى «إخصائي علاج طبيعي» مما يعني صعوبة إلمامه بمسائل التشخيص وتحديد العلاج اللازم إذا ما صحت الأنباء المتداولة عنه. ولعل إصابة حسين عبدالغني السابقة التي اختلف عليها الجهاز الطبي النصراوي مع اللاعب عندما أكد الجانب الطبي حاجته لتقوية أربطة وعضلات الركبة دون الحاجة إلى تدخل جراحي في الوقت الذي جاء فيه تشخيص المتخصص في إصابات الملاعب الدكتور خالد النعمان لتأكيد حاجته للخضوع لمشرط الجراح بعد تأكد معاناته من قطع في الرباط الصليبي، وهو الأمر الذي أدى إلى غياب اللاعب لفترة طويلة نتيجة إجراء عملية جراحية ودخوله في فترة تأهيل علاجي قبل أن يعود مجددا للمشاركة مع الفريق النصراوي. ومع مرور الأيام تثبت قوائم الإصابات ومراحل التأهيل أن الفريق النصراوي لا يزال يعاني بقوة من ضعف الجهاز الطبي الذي يشخص ويعالج ويؤهل لاعبيه بغض النظر عما ذكر على لسان إيلي عواد الذي أكد أنه جاء إلى عيادة نادي النصر ولم يجد أي مقومات عمل ناجح لجهاز طبي يشرف على فريق في دوري زين السعودي للمحترفين، إضافة إلى أنه دفع من جيبه الخاص لشراء بعض الأدوية ولم تدفع قيمة الفواتير التي دفعها مما قاده إلى الرحيل إلى لبنان وإعلان استقالته من هناك دون الرجوع وسط غضب كبير مما آل إليه الحال. وفي استعراض سريع لأغلب إصابات لاعبي النصر يتصدر حسين عبدالغني القائمة بعد تجدد إصابته في الخصر خلال مواجهة فريقه مع الوحدة وهي نفس الإصابة الأولى التي كان يعانيها عقب احتكاكه مع البرازيلي كماتشو في لقاء الشباب، وإذا ما صحت الأنباء فإن عبدالغني عاد بأمر إخصائي العلاج الطبيعي الذي يحل محل طبيب النادي ويقوم بدوره مما يضاعف مسألة الوقوع في التشخيص الخاطئ وسط تداول أحاديث في البيت النصراوي أن عبدالغني عاد قبل اكتمال جاهزيته. وقبل سقوط عبدالغني متأثرا بتجدد إصابته السابقة تمني الجماهير النصراوية نفسها أن يكون اللاعب عبده برناوي قد تأهل طبيا ولياقيا بالشكل الكافي ليستمر عطاؤه وتأمل ألا تكون عودته على طريقة عمليات الإنقاذ الطارئة لتغطية غياب قائد الفريق خاصة أنه مر بمراحل طويلة بعد إصابته بكسر في القدم قبل أن يعود للخضوع لجراحة جديدة بداعي وجود عظم زائد نتيجة عيب خلقي لتتضاعف الفترة التي غاب فيها عن الملاعب والتي كان بالإمكان اختصارها إلى النصف لو تم اكتشاف «العظم الزائد» قبل جراحة تثبيت الكسر. في الوقت الذي لا يزال فيه برناوي يحتاج لمزيد من الوقت للتأهيل البدني بعد أن ظهر في مواجهة الفريق النصراوي مع الوحدة زائد الوزن وثقيل الحركة. ويقف المهاجم ريان بلال في طابور الإصابات النصراوية بعد تغيبه طوال الفترة الماضية للإصابة دون وجود أي مؤشرات لكشف درجة الجاهزية الطبية. وكان محمد السهلاوي قد غاب عن مواجهة الهلال في نصف نهائي مسابقة كأس ولي العهد بداعي إصابته التي تشير الأنباء القادمة من النصر إلى أنها تورم في إصبع القدم بسبب الحذاء الذي عاد لاستخدامه بعد فترة طويلة من الانقطاع عن ارتدائه، ورغم التصريح الساخن الذي أطلقه السهلاوي إلا أن ذلك لم يشفع له لإطلاق سراحه وفك قيده من مقاعد البدلاء بعد أن برر المدرب الكرواتي دراجان غيابه بسيناريو المواجهات التي خاضها. فيما ينتظر النصراويون عودة قلب الدفاع محمد عيد الذي أكد جاهزيته التامة للعودة بعد أن أبعدته الإصابة لفترة طويلة. والآن يجد لاعب الوسط النصراوي إبراهيم غالب نفسه رهينا لغرفة العلاج الطبيعي بنادي النصر بعد الإصابة التي تعرض لها أخيرا وقبله تناوب على الغرفة عدد من زملائه اللاعبين مثل أحمد عباس وأوفيدو بيتري وغيرهما ممن كان تواجدهم أقل نسبيا من الأسماء المذكورة في بداية التقرير. الأوضاع الطبية بنادي النصر تفتح أبواب علامات الاستفهام على مصراعيها بالنسبة للجماهير النصراوية فمتى يحضر جهازا طبيا يبعث الاطمئنان على صحة وسلامة اللاعبين؟ ومتى ترمي الإدارة قلق الإصابات خلف ظهرها وتلتفت إلى ما هو أهم من ذلك .