فتح لنا الإنترنت آفاقا واسعة لا حدود لها للبحث والاستكشاف في جميع نواحي الحياة من المعرفة والترفية والعمل، ونظرا للمزايا المتاحة التي أسهمت في تيسير عملية التوظيف، أصبح الإنترنت المكان الأمثل للشركات الراغبة في التوظيف، وللأ فراد الباحثين عن الوظيفة بعد أن كانت عملية التوظيف مستنزفة للوقت والمال لاعتمادها على طريقتين مباشرة وغير مباشرة، فالطريقة المباشرة التي تعرف بطرق الأبواب Door Knocking تتضمن الذهاب إلى الشركات لعرض خدماتك والبحث عن الوظائف الشاغرة دون أي معرفة سابقة، أما غير المباشرة فتتم من خلال المعاملات الورقية التي تبدأ بشراء الصحف وقراءة إعلانات الوظائف الشاغرة ثم تتبعها سلسلة من الإجراءات الطويلة التي تتضمن إعداد سيرة ذاتية مطبوعة وشراء الملفات وتعبئة طلبات التوظيف والانتظار لساعات طويلة لإجراء المقابلة الشخصية. لكن التقدم التقني الذي شهدته الشبكة العنكبوتية جعل من عملية التوظيف أكثر تنظيما وأقل كفلة بخلوها من فوضى الأوراق وطوابير الملفات الخضراء، إذ يمكن لطالب الوظيفة أن يملأ استمارة طلب التوظيف إلكترونيا ويقدمها لعدة شركات وبمدن مختلفة خلال ثوان معدودة. الإنترنت أكبر وكالة توظيف عالمية من الملاحظ أن كثيرا من الجهات الحكومية أضحت تعتمد على الإنترنت في تقديم خدماتها لتسهيل إجراءات التوظيف، وهو ما فعلته الشركات الخاصة في بحثها عن عمال وموظفين إذ تستعين بوكالات خاصة تعلن عن الوظائف وتبحث عن عمالة متميزة من خلال مواقعها الإلكترونية أو عبر المواقع المتخصصة التي تعرض مجموعة كبيرة من السير المهنية للراغبين في العمل، إضافة إلى ازدهار الشبكات الاجتماعية التي أسهمت في عالمية الإنترنت ويسرت من عملية التواصل بين الأفراد وأصحاب الأعمال التجارية، وهو ما جعل الإنترنت وكالة توظيف مجانية تخدم شريحة كبيرة من الباحثين عن العمل وتضم أعدادا متزايدة من وكالات التوظيف. البحث عن وظيفة .. فن يعد البحث عبر الإنترنت فنا بحد ذاته، فأساس الحصول على الوظيفة عبر الإنترنت هو معرفة الأخبار عن الفرص الجديدة ونشر السيرة المهنية في العديد من المواقع. وتختلف أساليب تحقيق هذه الأهداف من شخص لآخر بحسب التخصص الدراسي والجهة التي يرغب العمل لديها، وإليك هذه الإرشادات العامة لتحقيق تلك الأهداف بصورة مثلى: - الاشتراك في المواقع والمنتديات والمجموعات البريدية المتخصصة في التوظيف التي تسهل من عملية متابعة الإعلانات عن الوظائف الشاغرة، خاصة أن الشركات والجامعات تتجه بصورة متزايدة إلى الإنترنت عند الإعلان عن الوظائف الشاغرة. - ترتفع نسبة التوظيف من خلال المعارف والأصدقاء، وهنا يأتي دور الشبكات الاجتماعية التي تساعدك في التواصل مع أشخاص في نفس مجال دراستك وتخصصك يعملون في شركات أخرى، وهذا يسهم أيضا في اتساع دائرة المعلومات التوظيفية، فرغم التطور التقني لا يزال دور شبكة المعارف الشخصية فعالا. - قم ببناء صفحتك الشخصية وتضمينها بالشهادات والخبرات ومعلومات الاتصال بك، وقد يتم ذلك عبر الاستعانة بالمواقع المجانية التي تتيح ذلك بأيسر الطرق، أو من خلال إنشاء بطاقة أعمال إلكترونية تتضمن روابط ووسائل الاتصال مثل موقع زاجل (zajil.me ) أو موقع (about.me). - انشر نماذج من أعمالك ومشاريعك السابقة في المواقع الشهيرة والمتخصصة.. فمصمم الجرافيك أحمد القحطاني الذي حصل عبر الإنترنت على وظيفة في شركة إعلانية، يذكر أن خطوته الأولى كانت عرض نماذج من الأعمال والتصاميم في المواقع الشهيرة والمهتمة بمجال التصميم والجرافيك أو في الموقع الشخصي «فكثير من أعضاء تلك المواقع هم عاملون في شركات أو أصجاب شركات وهم بمثابة أعين للشركة لاستقطاب أفضل الخبرات». - الأشخاص الأكثر قدرة على الإبداع يمكنهم أن يلفتوا الانتباه أثناء المقابلة الشخصية، لذلك لا تتردد في الاستعانة بمواقع تطوير الذات والكوادر البشرية للحصول على أفضل النصائح والإرشادات التي تمكنك من اجتياز المقابلات الشخصية بنجاح .