أسفرت قرعة الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم التي سحبت أمس في مدينة نيون السويسرية، عن موقعة إنجليزية نارية بين تشلسي وغريمه مانشستر يونايتد في إعادة لنهائي عام 2008، فيما تلوح في الأفق موقعة نارية أخرى في نصف النهائي بين العملاقين الإسبانيين برشلونة وغريمه ريال مدريد. وكانت القرعة مفتوحة وغير موجهة، ما تسبب بهذه الموقعة الإنجليزية التي فرضت نفسها، الأقوى على الإطلاق في ربع النهائي، كون الفرق الكبرى الأخرى كانت محظوظة بتجنب بعضها، إذ يلتقي إنتر ميلان الإيطالي حامل اللقب مع شالكه الألماني، وبرشلونة مع شاختار دانييتسك الأوكراني، وريال مدريد حامل الرقم القياسي من حيث عدد الألقاب «9» مع توتنهام هوتسبر الإنجليزي الذي بلغ ربع النهائي للمرة الأولى في النسخة الحالية من المسابقة بعد أن كان بلغ هذا الدور موسم 1961-1962 ضمن مسابقة كأس الأندية الأوروبية البطلة. وحصل مدرب ريال مدريد البرتغالي جوزيه مورينيو، الفائز بلقب عام 2004 مع بورتو والعام الماضي مع إنتر ميلان، على أمنيته بتجنب فريقيه السابقين تشلسي وإنتر في ربع النهائي، بعدما نجح في فك النحس الذي لازم النادي الملكي في المواسم الستة الأخيرة وقاده إلى هذا الدور للمرة الأولى منذ 2004 بعدما ثأر من ليون الفرنسي بالفوز عليه 3-0 في إياب الدور ثمن النهائي. لكن ما ينتظر رجال مورينيو في دور الأربعة قد يكون أصعب بكثير من مواجهة إنتر أو تشلسي لأن القارة العجوز قد تشهد «كلاسيكو» بنكهة أوروبية هذه المرة بعدما وضعت القرعة برشلونة وريال مدريد في مواجهة بعضهما في حال نجحا في تخطي عقبة شاختار وتوتنهام، وهو أمر مرجح كثيرا نظرا إلى المستوى المميز الذي يقدمه العملاقان الإسبانيان هذا الموسم وإلى الخبرة التي يتمتعان بها «ثلاثة ألقاب للأول وتسعة للثاني». وفي حال بلغ قطبا إسبانيا الأربعة فسيتواجهان في المسابقة الأوروبية الأم للمرة الثانية بعد عام 1960 عندما فاز ريال في ذهاب وإياب نصف النهائي بنتيجة واحدة 3-1 في طريقه إلى لقبه الرابع، ثم كرر الأمر ذاته بعد 42 عاما وفاز في ذهاب نصف النهائي 2-0 في «كامب نو» قبل أن يتعادلا إيابا في «سانتياجو برنابيو» 1-1، في طريقه إلى لقبه التاسع والأخير. يذكر أن برشلونة سحق ريال مدريد 5-0 في الجولة 13 من الدوري المحلي، وسيواجهه في 17 الشهر المقبل في المرحلة 32 قبل أن يلتقيه مجددا بعد ثلاثة أيام في نهائي مسابقة الكأس المحلية. وستكون الأنظار موجهة إلى ملعب «ستامفورد بريدج» الذي يستضيف الفصل الأول من الموقعة الإنجليزية، وسيسعى تشلسي الذي يبلغ ربع النهائي للمرة السادسة في المواسم الثمانية الأخيرة، إلى تحقيق ثأره من «الشياطين الحمر» الذين كانوا حرموا الفريق اللندني من الفوز باللقب المرموق للمرة الأولى في تاريخه بالفوز عليه في نهائي 2008 بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1 في الوقت الأصلي. من جهة أخرى، لن يجد إنتر ميلان صعوبة في التخلص من عقبة شالكه بعد أن كان أزاح فريقا ألمانيا آخر في الدور ثمن النهائي، وهو وصيفه بايرن ميونيخ بالفوز عليه إيابا في ميونيخ 3-2، بعد أن خسر أمامه ذهابا في ميلانو صفر-1. وسيبحث «نيراتزوري» عن تحقيق ثأره من شالكه الذي أقال منذ يومين مدربه المحنك فيليكس ماجاث، لأن الفريق الألماني حرمه من الفوز بلقب بطل كأس الاتحاد الأوروبي عام 1997 بالفوز عليه في المباراة النهائية بركلات الترجيح. ومن المتوقع ألا يواجه برشلونة صعوبة في تخطي عقبة شاختار الذي يخوض غمار ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخه، لكن على الفريق الكاتالوني أن يكون حذرا في مواجهة بطل أوكرانيا الذي سبق له أن أسقط رجال المدرب جوسيب جوارديولا في معقلهم «كامب نو» خلال الدور الأول من موسم 2008-2009 «3-2» لكن النتيجة كانت هامشية لأن بطل «لا ليجا» كان ضمن تأهله إلى الدور الثاني، وهو واصل مشواره حينها حتى اللقب الثالث في تاريخه. وتقام مباريات ذهاب ربع النهائي في الخامس والسادس من إبريل المقبل والإياب في 12 و 13 منه، ومباراتا نصف النهائي في 26 و 27 إبريل ذهابا، وثلاثة وأربعة مايو إيابا، على أن يكون النهائي في 28 مايو على ملعب ويمبلي في لندن .